يخلد العالم، في كل 07 أبريل، اليوم العالمي للصحة الذي اختارت له المنظمة العالمية للصحة هذه السنة موضوع “داء السكري”، في ظل تزايد انتشار هذا المرض إلى حد أصبحت تتوقع فيه المنظمة أنه سيحتل المرتبة السابعة في التصنيف بين أسباب الوفاة الرئيسية بحلول عام 2030. وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن 422 مليون شخص في العالم مصابون بداء السكري، وأن معدل انتشاره آخذ في التزايد، خاصة في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، كما مثل سنة 2012 السبب المباشر في أكثر من 1,5 مليون وفاة، 80 في المئة منها في هذه البلدان.
ويعود تركيز منظمة الصحة العالمية على داء السكري خلال يوم الصحة العالمي إلى انتشار هذا الداء بسرعة في كثير من البلدان، في حين أنه يمكن الوقاية من نسبة كبيرة من حالات الإصابة بفضل تدابير بسيطة تتعلق بنمط الحياة، أظهرت فعاليتها في الوقاية من النمط 2 من داء السكري أو تأخير الإصابة به.
وانطلقت المنظمة أيضا من إمكانية العلاج من داء السكري والسيطرة عليه وتدبيره علاجيا للوقاية من مضاعفاته، إذ تعتبر أن من العناصر الحيوية للاستجابة تعزيز إتاحة التشخيص والتوعية بالتدبير العلاجي الذاتي وإتاحة العلاج الميسور التكلفة. وحسب الهيئة الدولية، فإن الجهود الرامية إلى الوقاية والعلاج من داء السكري ستكون لها أهميتها في تحقيق مقصد الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في تخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بمقدار الثلث بحلول عام 2030 .
ويخلد المغرب هذا اليوم، على غرار باقي بلدان العالم، تحت شعار “معا ضد السكري”، كمناسبة للوقوف على خطورة تزايد انتشار المرض، إذ يقدر عدد الأشخاص المصابين بداء السكري، حسب وزارة الصحة، بحوالي مليوني شخص يتجاوز سنهم العشرين، 50 بالمئة منهم يجهلون إصابتهم بهذا المرض المزمن والصامت والمتطور.
ويتزامن تخليد اليوم العالمي للصحة مع انطلاق المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية للتحسيس بداء السكري ومضاعفاته، والتي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتأمين الصحي، والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي خلال السنة الماضية، وذلك في إطار الاتفاقية المبرمة بين هذه الأطراف الثلاثة، والتي تهدف إلى الوقاية من الأمراض المزمنة والمكلفة.
وكانت المرحلتان السابقتان من هذه الحملة قد نظمتا، حسب المصدر ذاته، خلال شهري يونيو (بمناسبة شهر رمضان 2015) ونونبر (بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري 2015). وخلال المرحلة الثالثة للحملة، تقوم وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي ومنظمة الصحة العالمية، ببث رسائل توعوية بواسطة وصلات تلفزيونية وإذاعية ووسائل ديداكتيكية، وأنشطة أخرى بالتعاون مع المجتمع المدني والأكاديميين. وفي نفس الصدد، ستقوم وزارة الصحة بإطلاق عملية الكشف المبكر عن داء السكري لفائدة 500 ألف شخص من الفئات الأكثر عرضة لداء السكري وذلك بجميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية.
وتتكفل وزارة الصحة بتوفير الرعاية والأدوية لفائدة 625 ألف مصاب بداء السكري بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية، 60 بالمائة منهم هم من حاملي بطاقة الراميد. وحسب التقرير السنوي العام للوكالة الوطنية للتأمين الصحي حول التأمين الصحي الإجباري لسنة 2014، فإن 49,3 بالمائة من إجمالي النفقات تهم الأمراض الطويلة الأمد حيث يكلف داء السكري 10,2 بالمئة من هذه النفقات. ويحتل داء السكري المرتبة الأولى في قائمة الأمراض الطويلة الأمد لدى المؤمنين بالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، حيث يمثل على التوالي 40 بالمئة من إجمالي المؤمنين، أي 55 ألف و85 شخص و29 بالمئة أي 60 ألف و13 شخص.
وإذا كان داء السكري مرض مزمن تتم الاصابة به عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين أو عندما لا يستطيع الجسم أن يستعمل الأنسولين الذي ينتجه بكفاءة، فإن اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتجنب تعاطي التبغ، من الأمور التي يمكن أن تمنع الإصابة بالسكري من النمط 2 أو تأخر ظهوره.