سجل المستشفى الإقليمي بابن جرير في الآونة الاخيرة، جملة من الأخطاء القاتلة، والمشاكل التي أدت إلى تأزم حالة القطاع الصحي بالمدينة، بفعل الخصاص المهول في الموارد البشرية والنقص الحاد في الخدمات الصحية المقدمة إلى المرضى، ناهيك عن الإهمال والاستهتار بالمواطن وبصحته، الأمر الذي أودى بحياة مجموعة من المرضى، ممن وطأت أقدامهم المستشفى المذكور، مؤخرا. المستشفى الإقليمي الذي صرفت عليه الدولة ميزانية ضخمة حتى تستفيد من خدماته كل ساكنة مناطق الإقليم، أصبح عنوانه في الفترة الأخيرة "مستشفى الموت"، وذلك بالنظر إلى توالي وفاة مرضى داخله، لعل أكثرها تلك المرتبطة بالأمهات، اللواتي يلفظن أنفاسهن أثناء عمليات قيصرية، وذلك بسبب أخطاء قاتلة بعضها بمباركة مدير المستشفى الذي يشغل في الوقت ذاته منصب المندوب الإقليمي للصحة بالرحامنة. ومن بين الأخطاء التي طبعت سجل المندوب، تلك المرتبطة بعملية قيصرية لسيدة حامل بتاريخ 15 فبراير المنصرم، حيث اذن لممرضة بإجراء تخذير كلي للسيدة الحامل، في غياب الطبيبة المختصة في التخذير والإنعاش، لتتكلف الممرضة بعد اتصال مع المنوب الذي لم يكن انذاك موجودا، بهذا التدخل الذي اتخذ منحى مأساويا، بعد تدهور حالة الام أثناء العملية، ليُجرى تدليك لإنعاش قلبها المتوقف عن النبض، ويتم استنفار الفريق الطبي الصيني، الذي حلّ جميع أعضائه بالمستشفى، وفيما وُلد الجنين حيا، باءت جميع محاولات إنقاذ الأم بالفشل. أخطاء المستشفى لم تقف عند ها الحد، فقد علمت "كش24" من مصادر مطلعة، أن قسم أمراض النساء والولادة بالمستشفى الإقليمي نفسه، شهد بتاريخ 22 أبريل المنصرم، حادث آخرا خطيرا، إذ نسي الطاقم الطبي الذي أجرى عملية قيصرية لامرأة، ضمادات طبية داخل بطنها، وهو الامر الذي تسبب لها بعد ساعات قليلة من العملية في ألام حادة، نقلت على إثرها صوب مستشفى "ابن طفيل" بمراكش، بتاريخ 26 من الشهر نفسه، قبل أن تؤكد الفحوصات الطبية بأنها كانت ضحية خطأ طبي، تمثل في نسيان الطاقم الطبي المشرف على العملية القيصرية جسما غريبا داخل بطن الأم، ليتبين بعد تدخل جراحي جديد خضعت له بمراكش لإزالة الجسم الغريب، ان الامر يتعلق بضمادات طبية. الوضعية التي يتخبط فيها المستشفى الإقليمي بالرحامنة، تساءل كفاءة المندوب الإقليمي للصحة بالمدينة، في إدارة هذا القطاع بالإقليم، في الظروف العادية عامة، وفي ظل الازمة التي تعرفها البلاد بسبب جائحة كورونا بصفة خاصة. وتساءل مهتمون عن سبب إبقاء المعني بالأمر لحدود الساعة على كرسي مندوب الصحة بالإقليم، رغم المشاكل التي سُجلت في عهده، والتي تضاهي أو تزيد عن تلك التي برّر بها عامل الإقليم، طلب إعفاء المندوب السابق، والمتمثلة في "اختلالات"، من قبيل "سوء تدبيره للموارد البشرية العاملة بالمستشفى"، وهي "اختلالات" لا تزال قائمة حتى الآن، بل وزادت حدتها. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر "كش24″، ان وزارة الصحة فتحت تحقيقا، في هذه الإختلالات التي يتخبط فيها المستشفى الإقليمي بالرحامنة، وهو التحقيق الذي من شأنه أن يكشف حقيقة ما يجري بالإقليم، سيما وأن هناك اتهامات لعامل الإقليم بحماية المندوب رغم كل هذه الأخطاء.