تتواصل للأيام العلمية التي تعرفها مدينة مراكش بمناسبة النسخة الخامسة لملتقى المعمار 2020، الذي تنظمه المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش بشراكة مع جهة مراكش-آسفي، والتي تطمح من خلاله إلى خلق نقاش علمي في مواضيع تخص الهندسة المعمارية " للتراب الخام ". وسيعرف اللقاء الثاني لهذه الدورة مشاركة متميزة لمجموعة من المتخصصين والخبراء، لدراسة موضوع له راهنية كبيرة، وأهمية قصوى خصوصا عندما يتعلق الأمر بموضوع استخدام مواد البناء الأولية للمناطق في تأهيل المراكز التاريخية والمدن العتيقة والقرى المجاورة لها، والحفاظ على خصوصياتها المحلية وهويتها الثقافية، وهو ما يتطلب بالضرورة البحث في تفعيل مواد، وتقنيات البناء المحلية، وتطويرها بما يتلائم والمتطلبات المعاصرة على المستويين الحضري والقروي. و لم يعد تأهيل المدن العتيقة ومحيطها القروي مجرد ترميم أو تزيين، بل إن التأهيل إذا ما أريد له الاستدامة يجب أن يكون منظومة متكاملة ومتناسقة ومنسجمة من كل مفرداتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية، مع المحافظة على الإطار العام المناسب للبيئة، وحدودها ومقدار تقبلها التأهيل والبناء، بمعنى آخر، التأهيل والعمران المستدام هو توازن في تحقيق أهداف حياة أفضل للإنسان، دون إهدار للأجيال القادمة، خصوصا أن المغرب له خصوصيات وتقاليد عتيقة وراقية في فن العمارة، إلى جانب العديد من المواقع التاريخية المصنفة كتراث عالمي من قبل اليونسكو كالمدينة العتيقة لمراكش وقصر أيت بن حدو… وسيرا على هذا النهج الذي تعتمده المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، في تكوينها وفلسفتها التي تتبنى نظرية التنمية المستدامة والمسؤولية البيئية، بالإضافة إلى انخراطها المستمر في مجموعة من السياسات العمومية، لاسيما على المستوى الجهوي والوطني، تنعقد هذه المحاضرة يوم السبت 23 ماي 2020 ابتداء من الساعة 11h00 صباحا وسيتم نقلها مباشرة على الصفحة الفايسبوكية al Mi'mar، والذي سيؤطرها كل من الدكتور عبد الغني الطيبي مدير ENAM، وممثل كرسي اليونسكو في البناء بالتراب وثقافة البناء والتنمية المستدامة بالمغرب، والدكتورة Dominique Gauzin-Müller الأستاذة بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش وممثلة كرسي اليونسكو في البناء وثقافة البناء والتنمية المستدامة بألمانيا، هذا الفريق العلمي سبق وأن عمل على تطوير هذه المادة العلمية، والذي شكلت محور مجموعة من الورشات التي تم تقديمها في مجموعة من المحافل الدولية والوطنية، واستفاد من خلالها طلبة المدرسة من خلال ورشات تعليمية في ثقافة البناء بالمواد الأولية المحلية. وتجدر الاشارة أنه منذ 40 سنة عملت مجموعة من الجهات الفاعلة والتي أخدت على عاتقها مهمة إحياء العمارة التي تعتمد على التراب الخام من بينها مجموعة من الجهات الفرنسية كمختبر CRATERRE في ENSA Grenoble ومركز البحوث والتجارب amàco بالقرب من ليون. حيث عملت هذه الجهات على إطلاق جائزة TERRA Awardفي سنة 2016، وهي الجائزة العالمية الأولى لهندسة التراب الخام المعاصرة. وتم تعزيز مكانة المتأهلين النهائيين الأربعين لهذه الجائزة والمنتمين لجميع القارات، بما في ذلك ترشيح مجموعة من المدن المغربية، في شاكلة كتاب ومعرض متنقل تم تقديمه بتاريخ نوفمبر 2016 في المناسبة العالمية COP 22 من طرف المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، بشراكة مع جهة مراكشآسفي، وبعد ذلك تم تقديمه في النسخة الماضية لملتقى المعمار كمساهمة في ترسيخ مبادئه وأهدافه للمهتمين والفاعلين في هذا المجال. للمعلومة فان النسخة الخامسة للملتقى المعمار 2020 يتم تنظمها عن بعد ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، انسجاما مع الظروف الذي يعيشها العالم ،وتنزيلا للاسترتيجية الوطنية التي تعتمدها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في إطار تنزيل برامجها وأنشطتها الأكاديمية والتنموية.