قال لحسن حداد أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن فيروس كورونا سيكون له تأثير كبير جدا بالنسبة للاقتصاد المغربي و العالمي، وهذا التأثير لا أحد يعرف مداه، نعرف بداياته وهي تسريح العمال، وإقفال الكثير من المؤسسات، و الشلل في حركة الطيران وحركة السياحة، و نزول الكثير من الفئات إلى مستويات الفقر، والتأثير على المعيش اليومي للكثير من الفئات الاجتماعية. وتابع حداد، في تصريح ل كش24، الأساسي الآن بالنسبة للمغرب هو الخروج من هذه الأزمة، وبإنجاح الحجر الصحي وتجنب تسجيل أكثر عدد من المصابين والموتى لا قدر الله، والمغرب اختار الحياة قبل الاقتصاد وهذا أساسي جدا، وتحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، هناك وحدة وطنية لمواجهة هذه الأزمة. واسترسل أستاذ الاقتصاد، أن الإجراءات المتخذة مهمة جدا، لتخفيف تأثير الوباء على الكثير من شرائح العمال الذين تم تسريحهم، وكذلك على الطبقات الاجتماعية سواء المسجلة في الراميد أو غير المسجلة، مشيرا أنها ستتبعها إجراءات لصالح المقاولات، فيما يخص القروض، وتأجيل سداد بعض القروض، وكذلك تخفيف السيولة عبر بعض القروض الجديدة. وزاد حداد قائلا: "علينا أن نمر إلى إجراءات أكثر جرأة وأكثر شجاعة، إذا أردنا أن نتخطى الأزمة بشكل عام، وأظن أن الإجراءات تسير في الاتجاه الصحيح الآن، ومن المنتظر أن نمرّ بعد اتضاح الصورة إلى قانون مالي تعديلي، وستكون هناك إجراءات مناسبة وشجاعة"، مبرزا أنه في السابق كان العمل بالتوازنات الماكرواقتصادية، لكن الآن لا يجب العمل في اتجاه التوازن، وانما حسب الطلب من أجل تعافي الاقتصاد، وإذا أردنا ذلك لابد من ضخ أموال كبيرة، سواء على مستوى القروض أو على مستوى المساعدات نقديا التي تحتاجها بلادنا أو بالنسبة للتسهيلات الممنوحة للمقاولات. أما بخصوص استغلال أبناك مغربية للجائحة برفع سعر الفائدة، نبّه حداد أننا نمرّ من فترة حرجة و ظروف استثنائية، والأبناك اذا خفضت من أرباحها في هذه الفترة، لن يسبب لها ذلك أي مشكل، لذا يلزمها وضع يدها في يد المقاولات، لأنها اذا حافظت على المقاولة ستحافظ أيضا على وجود الأبناك. ودعا حداد في هذا الصدد الأبناك المغربية إلى خفض فوائد القروض، وتأجيل السداد ما بين 3 إلى 5 أشهر، ومنح القروض بشروط تفضيلية، وذهب حداد إلى حد المطالبة بإعطاء قروض للمقاولات بدون فائدة إذا كان ممكن، مستدركا أن هذا الأمر وجب أن يتدخل فيه بنك المغرب ووزارة المالية والحكومة مع الأبناك، ويتم وضع مجموعة من الإجراءات من أجل دفع الأبناك للعب دورها في هذه الفترة. وختم حداد قائلا:"الاقتصاد المغربي في تراجع، لكن ماذا سيقع بعد لا أحد يعرف في غياب المعطيات الكافية، إلا أن الأساسي من هذه الأزمة هو أن نخرج منها ونحن متحدين وبأقل تكلفة على الحياة، ونسترجع القدرة على المناعة والقوة النفسية بسرعة، وليس مشكلا أن نتراجع سنة أو حتى سنتين، فكل الشعوب تمر بامتحانات، وهذا امتحان سنتفوق فيه بإذن الله".