تحولت بعض الجماعات القروية المحيطة بمراكش، إلى مرتع لتفريخ عصابات إجرامية لسرقة وترويج المخدرات و”الماحيا”، الأمر الذي بات يشكل هاجسا لرجال الأمن والدرك الملكي، إذ تعددت سرقات الدراجات النارية بمختلف أصنافها، والسرقات بالعنف أو تحت التهديد بالسلاح الأبيض. وحولت هذه العصابات المواقع بين نفوذ الدرك والأمن الوطني إلى أوكار لترويج الممنوعات، فيما تخصص بعضهم في سرقة سائقي سيارات الأجرة بصنفيها، إذ يشهرون أسلحتهم في وجه السائقين ويرغمونهم على التوقف. وأثارت أساليب هذه العصابات جوا من الرعب في صفوف السائقين، خاصة أن أحدهم سلبت أمواله وهاتفه وربط إلى جذع شجرة في الخلاء، فيما احتجز آخر وهو مكبل في الصندوق الخلفي لسيارته، بعد أن سلبوه هاتفه ومبلغا ماليا، قبل أن ينتحل أحد أفراد العصابة صفة السائق لنقل فتاة تم سلبها ألف درهم وهاتفا ذكيا. وتخصص متحدرون من هذه الجماعات المهمشة في سرقة المنازل والفيلات الراقية خصوصا بالتجمعات السكنية بمنطقة النخيل، فيما حول بعض الجانحين في دواوير محاذية للطريق الرابطة بين مراكش والجماعة القروية سيدي بوعثمان، بإقليم الرحامنة، مناطقهم إلى أماكن لترويج الكيف والتبغ، كما اشتهرت الدواوير التابعة لجماعتي أولاد حسون والويدان بتقطير مسكر ماء الحياة وترويجه في جنح الظلام، ببعض المناطق القريبة من المجال الحضري للمدينة. وحجزت عناصر الدرك الملكي بجماعة أولاد حسون ضواحي مراكش، في وقت سابق كيسين من الشيرا والتبغ المهرب، قرب دوار عين نفاض بالجماعة نفسها، بعد اعتقال أحد عناصر الشبكة المتخصصة في ترويج المخدرات. وبمنطقة الأوداية والدواوير المجاورة لها، على الطريق الرابطة بين مراكش وشيشاوة، ينتشر العديد من سائقي الدراجات النارية من نوع (س90)، متخصصين في اعتراض سبيل زوار سوق الأربعاء للأغنام والأبقار، إضافة إلى عصابات متخصصة في سرقة الأسلاك الكهربائية بالتجزئات السكنية الحديثة. ولا تعيش المدينةالجديدة تامنصورت وضعا أمنيا أفضل، بل إن سكانها يتناقلون يوميا أخبار قطاع الطرق، الذين يستهدفون النساء على وجه الخصوص، ما يضطر السكان أحيانا إلى القيام بدور الأمن لمحاصرة المتورطين.