لعلكم شاهدتم مقطع فيديو للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يغني Señorita لشون مينديز وكاميلا كابيلو، أو سمعتموه وهو يغني Bad Guy ل بيلي أيليش. لكن المفاجأة هي أن الشخص الذي يقف خلف هذه المقاطع شاب مغربي. زكرياء الشاوش (28 عاماً)، ابن مدينة سلا، ومعروف باسم "مايسترو زيكو"، يمتهن التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى الموسيقى التي تعلمها بنفسه، ثم انتقل إلى مستوى آخر من الإبداع الساخر. بدأت قصة زكرياء قبل أكثر من عقد من الزمن، عندما كان جزءاً من فرقة موسيقية. ويسرد زكرياء قصته قائلا": "أردنا أن نسجل أغانينا في استوديو، لكن الأسعار كانت غالية بالنسبة لمجرد طلاب مثلنا، لذا قرّرت شراء ميكرفون، وكرّست وقتي كله لتعلّم تقنيات التوضيب والتعديل الصوتي". انفرط عقد المجموعة وتوقفت، لكن شغف الشاوش بالموسيقى وتقنياتها تواصل ولم يتوقف: "جربت أن أغني لكن صوتي لم يكن جميلاً، لذا بدأت أتعلم تقنيات الأوتوتيون لتزيين صوتي، قرّرت أن أصبح محترفاً جداً في الأوتوتيون، أفضل من الجميع، أفضل حتى ممن صنعوه". تُعرف التقنية التي يستخدمها "مايسترو زيكو" بAuto-Tuned Remix، وتتلخص فكرتها في تحويل الحديث العادي، من أقوال وتصريحات، إلى مقاطع ملحنة باستخدام "أوتوتيون". The Gregory Brothers فرقة معروفة واسم بارز في هذا النوع من الفن. مع وصول 2012، كان زكرياء معجباً متابعاً لهذه الفرقة، فقرّر حينها أن يصنع النسخة العربية من أعمالها. شاهد المغاربة أعمالاً مثل رئيس الحكومة المغربية السابق، عبد الإله بنكيران، وهو يغني "لمعلم" لسعد لمجرد، والإعلامية المغربية، نهاد بنعكيدة، وهي تغني "عطيني صاكي" للفنانة الشعبية زينة الداودية، والتقط التصريحات الساخرة في الإعلام والعبارات الفارقة في التلفزيون، وحوّلها إلى أغانٍ مرحة تحصد ملايين المشاهدات. حقق الشاب النجاح في المغرب بالكثير من الأعمال، وجمعت قناته في "يوتيوب" خلال تلك المرحلة 200 ألف مشترك. وذات يوم، جرّب المايسترو الشاب أن يجعل الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، يغني مع الرئيس الحالي، دونالد ترامب، أغنية Barbie Girl للفرقة الدنماركية النرويجية "أكوا". يقول زكرياء: "وضعت الفيديو من أجل أن يشاهده المغاربة فقط، حتى إني كنت أتحدث إلى الجمهور باللهجة المغربية، لم يكن هدفي إطلاقاً أن يراه غير المغاربة، لكني دُهِشت بحجم التفاعل". تدفّق المشاهدون لاكتشاف الفيديو من أنحاء العالم، وتزايدت التعليقات تحته باللغة الإنكليزية، وصارت الأغنية والأغاني التي تليها تذاع في أميركا والمكسيك وإسبانيا وكوريا وغيرها. عندها انطلقت رحلته مع العالمية، وخصوصاً مع ترامب. ظل ترامب حاضراً في الأغلبية الساحقة من المقاطع، تارة يغني لبيلي أيليش وإيد شيران، وتارة يعيد أداء أغنية ل"إماجين دراغون" أو دوا ليبا، وتارة أخرى يكرر ألحان أريانا غراندي أو سيلين ديون. ويوضح زكرياء:" أن ترامب يفرض نفسه كموضوع يطلبه الناس باستمرار: "صرت أضع مقاطع عن ترامب وصار الجمهور يطالب باستمرارها ويلتمسون ألا أتوقف عن نشرها". ويؤكد زكرياء: "لست أنا من يركز على ترامب بل المشاهدون هم من يريدون أن يشاهدوه يغني الأغاني التي يحبونها، ترامب رجل أعمال معروف حتى قبل أن يكون رئيس الدولة القوية". والأرقام تؤكد رغبة الجمهور في ترامب تحديداً، ثمانية من المقاطع العشرة الأكثر مشاهدة في قناة "مايسترو زيكو" هي عن ترامب، بينما الأكثر مشاهدة على الإطلاق هي أغنية Havana لكاميلا كابيلو، التي جاءت بطلب من الجمهور وتجاوزت مشاهداتها 114 مليوناً. مشاهدات تراكمت في القناة مع السنوات ليصل عددها حتى حدود كتابة هذه السطور إلى 380 مليوناً، وعدد مشتركين ناهز 2.11 مليون مشترك. لا ينغص هذا النجاح سوى مشاكل تتعلق بالملكية الفكرية بين الحين والآخر. يشير "مايسترو زيكو" إلى أن "مشكل الملكية الفكرية يُطرح لأن فكرة أعمالي تقوم على إعادة أعمال أخرى، بعض مالكي الأغاني يسمحون لي باستخدام أغانيهم، لكن آخرين لا يوافقون". لكنها تبقى منغصات قليلة أمام نجاح وصل صداه إلى فنانين عالميين، يقول زكرياء إن مشاهير يتواصلون معه من أجل تهنئته على أعماله. فرقة أكوا، صاحبة barbie girl التي أعاد أداءها، طلبت منه استخدامها في جولاتها، وفريق شركة "وورنر بروس" حيّاه على نسخة ترامب من أغنية دوا ليبا. وبعدما بدأ مساره معجباً بفرقة The Gregory Brothers، انتهى الأمر بأن يصيروا هم كذلك معجبين به، حتى إن الطرفين قد جمعهما العمل المشترك. اليوم لا يبدو أن شيئاً يوقف "مايسترو زيكو" عن النمو وشق طريقه، ويعد الجمهور بالمزيد من الأفكار والمشاهدات والعالمية. المصدر: العربي الجديد