أقام المغني الإسباني، خوليو إيغليسياس، حفلا في قصر الكرملين حيث جاء المعجبون، والأهم المعجبات، لحضور هذا الحفل في قاعة الحفلات التي لم يكن فيها مقعد واحد شاغر. بدا وكأن خوليو إيغليسياس جاء ليتحدث إلى معجبيه أولا ويبوح لهم بشيء ما لا ليغني لهم، فراح يتذكر بصوت عال لحظات مهمة في حياته وكيف صار مغنيا بالصدفة، بعد أن تعرض لإصابة أثناء مباراة كرة قدم لناديه "ريال مدريد"، ما أرغمه على أن يخضع لفترة علاج طويلة، أعطاه خلالها "أحدهم" غيتارا ليكتشف أن هناك خوليو الفنان الذي يختبئ في داخله، ليعرض عليه "أحدهم" المشاركة في مهرجان فني فكانت البداية. تحدث المغني الإسباني الأشهر عن علاقته بروسيا التي زارها أول مرة في عام 1974، وبدا كأنه يستعيد شريط الأحداث حينما تحدث عن حياته الخاصة وعن أبنائه الذين يواعدون حسناوات روسيات، كما قال إنه هو شخصيا على علاقة مع روسية لترد إحدى السيدات من الحضور بنبرة عتاب صديق قديم: "زوجتك إسبانية لا تكذب"، ليتبيّن بعد العودة إلى غوغل أن زوجته الإسبانية من أصول فلبينية. بدا الحفل أقرب إلى سهرة عائلية، وإن كان الفنان يغني من حين لآخر ليتذكر ويذكر الحضور أنه لا يزال خوليو إيغليسياس. نعم.. أدى الفنان دور المغني الإسباني الشهير على أفضل وجه. ثمة انطباع كان حاضرا بأن خوليو تمرن أمام المرآة قبل الحفل.. ليؤدي دور إيغليسياس. تحدث خوليو عن أصدقائه مستعيدا ذكرى المغني الأوبرالي الإيطالي، لوتشانو بافاروتي، الذي كان قد كتب رسالة وداع يقول له فيها: "إلى اللقاء في السماء"، ليفارق بافاروتي الحياة بعد ستة أشهر. ولا أدري لماذا انتابني إحساس وكأن خوليو يودع جمهوره، لا سيما حين توجه إليه وقال: "أنا لم أعد شابا وكنت أريد أن أثبت لنفسي أنني قادر على القيام بذلك مجددا". أما في ما يتعلق بالأغاني التي أداها الفنان الشهير، فقد كان عاديا بحد ذاته، ربما يعود ذلك إلى أن الرجل لم يعد شابا كما قال. إلا أن خوليو وقع في خطأ كان بإمكانه تفاديه، وهو الخطأ ذاته الذي وقع فيه في 2011 بموسكو، حين أدى الأغاني المعروفة باللغة الإنجليزية باللغة الإسبانية. بالإضافة إلى ذلك بالغ إيغليسياس باستخدام العُرب، ما أفقد الكثير من الأغاني لحنها الأصلي. كنت في الكثير من الأحيان أظن أنني أستمع لأغان من ألبوم جديد.. لأكتشف أنني أعرف هذه الأغنية التي اختفت تماما، إما بسبب الزخارف الصوتية المبالغ بها أو بسبب تغيير إيقاعها. ربما حان الوقت لاستضافة بعض الفنانين لا للغناء بقدر ما هو لتبادل أطراف الحديث مع المعجبين، على خلفية موسيقية بأغانيه إما من مكبرات الصوت، أو بمشاركة مغنيين هواة.. يقدمهم هذا الفنان الكبير أو ذاك لجمهوره. بالطبع معظم الحضور، النسائي، على استعداد لتقبّل خوليو في كل حالاته، فليس سرا أن الرجل معشوق النساء، وأن صوته كان شاهدا على الكثير من اللحظات الرومانسية التي عايشتها معجباته.. ما جعل "خوليتو" الشريك الثالث أحيانا في علاقات حميمية.. ومن يدري ربما كان الشريك الأول. من أجمل الأغاني التي أداها خوليو إيغليسياس في هذا الحفل هي أغنية "La Carretera"، الطريق، التي يذكّر إيقاعها بوقع صوت عجلات القطار، لتجد نفسك وقد أغمضت عينيك واستسلمت لذكرياتك في رحلات القطار. تحدث خوليو كثيرا عن الحب وعن السلام، مشيرا إلى أنه أحيا حفلا قبل أسبوع في تل أبيب وحفلا آخر في دبي، لافتا إلى المشاعر الإنسانية التي تجمع بني البشر على اختلاف انتماءاتهم، وإلى أن الحضور، هنا وهناك، كان يتفاعل بذات الأحاسيس.. كما تحدث عن الفنان في كل إنسان بقوله: "حين يتفوق قلبك على عقلك تصبح فنانا". علاء عمر