على مدى شهرين نجح الجناح المغربي ب "مهرجان الشيخ زايد التراثي" في منطقة "الوثبة" بأبوظبي في تقديم فن العيش والموروث الثقافي للمملكة لآلاف الزوار الذين توافدوا على هذه التظاهرة العالمية التي استقطبت نحو مليونين و500 ألف زائر من مختلف الجنسيات والثقافات. فقد عمل حوالي 20 صانعا تقليديا طيلة هذا المهرجان، الذي نظم خلال الفترة ما بين 30 نونبر الماضي وفاتح فبراير الجاري، من خلال ورشات عديدة، على رسم صورة حية وملهمة لتاريخ المغرب التليد وثقافته العريقة عبر إخراج تحف ومنتوجات، أبدعتها أنامل هؤلاء الحرفيين في عين المكان وأمام انظار الزوار من مواطني دولة الامارات والمقيمين بها وكذا أعضاء وفود الدول المشاركة، علاوة على أفراد الجالية المغربية الشغوفين بمتابعة فقرات المهرجان. وفضلا عن ورشات لصناع تقليديين في مجالات الحلي والمنتوجات النباتية والجلد والفخار والنحاسيات والطرز ونسج الزرابي التقليدية، تضمن هذا الجناح، الذي امتد على مساحة 2500 متر مربع، وأطرته مؤسسة دار الصانع تحت إشراف وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، أروقة للطبخ المغربي، ومتحفا يعكس غنى التراث الفني للمملكة. كما سهرت فرقتان موسيقيتان للطرب الأندلسي والغناء الشعبي "كناوة" يوميا على تقديم فقرات غنائية من الطرب المغربي الأصيل، تضفي على المكان أجواء الفرحة من خلال مقطوعات موسيقية مغربية أصيلة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال محمد الكرناني، صانع تقليدي في مجال النحاسيات، قدم من مدينة فاس، ان الحرفيين المشاركين في المهرجان نجحوا في إبداع وعرض منتوجات للصناعة التقليدية المغربية العريقة وتقريبها من زوار الجناح الكثر، مشيرا الى أن مشاركته في هذا المهرجان أتاحت له فرصة إبراز مختلف الاواني النحاسية التقليدية المغربية لاسيما المخصصة لتحضير الشاي. وأكد الكرناني، الذي يعد بمثابة سفير للنحاسيات في المعارض الوطنية والدولية التي شارك فيها، ان هذه المشاركة شكلت بالنسبة له ايضا مناسبة للانفتاح على الثقافة الاماراتية، وأنه بعد دراسة السوق المحلي بادر الى صناعة الآنية الاماراتية التقليدية المخصصة لتحضير القهوة "الدالة"، والتي لقيت ترحيبا وإعجابا من طرف زبنائه، مضيفا أن الفضل في ذلك يعود الى الدورات التكوينية التي استفاد منها بدعم من مؤسسة دار الصانع. من جانبه، قال نور الدين مشرف، المتخصص في صناعة الفخار، إن الجناح المغربي شهد طيلة مدة انعقاد المهرجان إقبالا كبيرا بالنظر الى جمالية وروعة معروضات الصناعة التقليدية التي تلقى الانبهار من قبل زوار الجناح من مختلف الجنسيات. وأضاف هذا الشاب، القادم من مدينة فاس، ان مشاركته في المهرجان على غرار معارض وطنية ودولية مكنته من التعرف على ثقافات عديدة وأذواق الزوار، الامر الذي حفزه أكثر على الابداع والمساهمة في النهوض بمجال صناعة الفخار والمحافظة عليه كموروث وطني عريق ومتميز . وبدورها، أبرزت إطو أوعمو، رئيسة تعاونية لانتاج المواد الطبيعية من بني ملال الإقبال الملفت لزوار الجناح المغربي، الذي يعد من أكبر الاجنجة في المهرجان، على اقتناء المنتوجات المجالية التي يتميز بها المغرب. وأكدت، في هذا الصدد، على أهمية تثمين المنتوجات المجالية لجعلها أكثر رواجا على مستوى المعارض الدولية، وبالتالي المساهمة في زيادة مداخيل التعاونيات العاملة في القطاع، لاسيما النسائية منها. وتجدر الاشارة الى أن فعاليات "مهرجان الشيخ زايد التراثي"، التي نظمت هذه السنة تحت شعار "أرض الإمارات ملتقى الحضارات"، عرفت تنوعا في المكونات والانشطة، منها حي "حضارة الإمارات" الذي ضم أروقة ومعارض وعروض فولكلورية محلية، وحي "الحضارات العالمية"، الذي استضاف أجنحة تجسد الموروث الثقافي والشعبي العالمي لأكثر من 40 دولة.