شهد الجناح المغربي في المعرض الدولي للصناعة التقليدية الذي تحتضن دورته الخامسة تنريفي ( جزر الكناري ) في يومه الثاني ( أمس الأحد ) تدفقا كبيرا للزوار الذين يفدون على هذا الحدث الدولي والذين انبهروا بجمالية وأصالة منتجات الصناعة التقليدية التي تبدعها أنامل الحرفيين و ( المعلمين ) المغاربة في المجال . وتميز اليوم الثاني من هذا المعرض الدولي الذي يستمر إلى غاية يوم 4 نونبر المقبل والذي يعرف مشاركة أزيد من 200 من الصناع التقليديين والحرفيين الذين يمثلون حوالي 30 دولة من أوربا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا ومن ضمنها الجناح المغربي حيث يقدم العديد من الحرفيين والصناع التقليديين منتجاتهم التي تمثل الجهات 12 بالمملكة بتوافد عدد كبير من الزوار على الأروقة التي تحتضن إبداعات الصناعة التقليدية المغربية التي تعكس غنى وتنوع هذا القطاع وعبقرية ومهارة الصانع التقليدي المغربي . ومن بين الزوار الذين توافدوا على الجناح المغربي الذي أقيم عند مدخل مركز المعارض ب ( سانتا كروز دي تنريفي ) أفراد الجالية المغربية المقيمين بجزر الكناري الذين أبوا إلا أن يقوموا بجولة في مختلف أروقة هذا الجناح لاستكشاف آخر ما أبدعته يد الصانع التقليدي المغربي من منتجات حافظت على أصالة وعراقة الموروث التقليدي المغربي وفي نفس الوقت عملت على تطويره بإضافات وإبداعات جديدة . وكان الجناح المغربي بهذا المعرض قد بدأ في استقبال الزوار حتى قبل افتتاحه الرسمي بعد ظهر يوم السبت الماضي من طرف جميلة المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي التي كانت مرفوقة بكارلوس إنريكي ألونسو رئيس الكابيلدو ( الحكومة المحلية لجزيرة تنريفي ) وديليا هيريرا الوزيرة في الحكومة المحلية المكلفة بالعلاقات الخارجية وعدة شخصيات أخرى . وقال أحمد الداهي المدير الجهوي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بمدينة العيون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن أحد أوائل الزوار الذين توافدوا على الجناح المغربي كان هو كارلوس إنريكي ألونسو رئيس الكابيلدو ( الحكومة المحلية لجزيرة تنريفي ) الذي عبر عن اندهاشه لنوعية وجودة وأصالة منتجات الصناعة التقليدية المغربية كتراث عريق يختزل ثراء وتنوع الموروث الحضاري المغربي بمختلف مكوناته . وأضاف أن الصناع التقليديين المغاربة يتوقعون ارتفاعا في عدد الزوار الذين سيفدون على مختلف الأروقة التي يضمها الجناح المغربي بهذا المعرض الدولي خلال الأيام القليلة القادمة مشيرا إلى أن التساقطات المطرية التي شهدتها تنريفي أمس الأحد لم يكن لها تأثير كبير على عدد الزوار الذين قاموا بجولة في هذا المعرض . وأكد أن المغرب كان دائما يحضر بقوة خلال مختلف الدورات التي نظمت في إطار هذا الحدث الدولي الذي يحتفي بمنتجات الصناعة التقليدية والحرف اليدوية في القارات الثلاث ( أوربا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا ) والذي أصبح يشكل بامتياز واجهة للتعريف وتسويق مكونات الصناعة التقليدية المغربية بجزر الكناري . ومن جهته قال محمد الكرناني الصانع التقليدي المتخصص في مادة النحاس الذي يمثل مدينة فاس إن المنتوج الوطني في الصناعة التقليدية ظل دائما وعلى مر العصور يثير إعجاب الزوار لما يمثله من أصالة عريقة لحضارة متعددة المكونات والروافد تختزل تجربة فريدة في مجال فن العيش بمختلف تعبيراته الفنية والإبداعية . ويشكل المعرض الدولي للصناعة التقليدية في دورته الخامسة الذي تحتضنه تنريفي ( جزر الكناري ) فرصة للحرفيين المغاربة لإقامة علاقات وربط الاتصالات مع الصناع التقليديين بجزر الكناري وغيرها من الدول المشاركة وكذا مع التجار المحليين وأفراد الجالية المغربية المقيمين بالأرخبيل الذين يرغبون في تسويق المنتوج الوطني . وتحتفي الدورة الخامسة للمعرض الدولي للصناعة التقليدية الذي أقيم على مساحة إجمالية تقدر ب 12 ألف متر مربع بمنتجات الصناعة التقليدية في ثلاثة دول هي تركيا التي تمثل أوربا وكولومبيا ممثلة لأمريكا اللاتينية والرأس الأخضر التي تمثل القارة الإفريقية . ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم سلسلة من الأنشطة والمبادرات والتظاهرات بما في ذلك لقاءات ثقافية وسهرات موسيقية وعروض للأزياء والألبسة التي تعكس ثقافة وعادات وتقاليد الشعوب بالإضافة إلى حفلات للاحتفاء بفنون وتقاليد الطبخ والمائدة . ويروم المعرض الدولي للصناعة التقليدية بتنريفي ضمان الإشعاع والترويج والتسويق لمختلف الحرف اليدوية والمهن التقليدية بين ضفتي المحيط الأطلسي والعمل على جعل تنريفي جسرا وحلقة وصل بين الثقافات والشعوب بشبه الجزيرة الإيبيرية وأمريكا اللاتينية وأوربا وإفريقيا .