يحتضن الجناح المغربي ب "مهرجان الشيخ زايد التراثي"، الذي تتواصل فعالياته بمنطقة " الوثبة " بأبوظبي مجموعة من الصناع التقليديين الذين يبدعون تحفا غاية في الجمال في عين المكان أمام الجمهور، مواطنين إماراتيين وأفراد من مختلف الجنسيات الذين يقبلون بكثرة على هذا الجناح بالنظر إلى المنتوجات التي تؤثت أروقته والتي تتميز بجمالية قل نظيرها. ويتضمن الجناح، الذي تشرف عليه مؤسسة "دار الصانع" ، والذي تم تصميمه على شكل قرية للصناعة التقليدية عدة أروقة تتيح للزوار السفر عبر جهات المملكة والاطلاع على الكنوز التي تزخر بها من خلال عرض منتوجات تمثل ،على الخصوص، صناعة الجلد والحلي والخزف والمنتوجات النباتية والسروج التقليدية وتسفير الكتب والنحاسيات والنسيج التقليدي . وقال ياسر الحنشي رئيس تعاونية "الكفيف والمبصر" للمنتوجات النباتية بالدار البيضاء ،الذي يشارك في المهرجان في إطار مقاربة جديدة اعتمدتها مؤسسة "دار الصانع" تقوم على تعزيز إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة، إن هذه التظاهرة تشكل فرصة مهمة للتعريف بمختلف حرف الصناعة التقليدية المغربية من جهة وتسويق المنتوجات التي تعرضها الجمعيات والتعاونيات المشاركة من جهة ثانية. وأضاف الشاب الكفيف، الذي ساهم في تأسيس التعاونية منذ 2013 رفقة سبعة من زملائه المكفوفين في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن من شأن المشاركة في الأسواق والتظاهرات الوطنية والمعارض الدولية التي تحرص التعاونية عليها المساعدة على ايجاد أسواق جديدة لتسويق منتوجات التعاونية والمتمثلة اساسا في السلال والكراسي والصالونات العصرية والأكياس " القفاف" والحصير وبالتالي تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لأعضائها من المكفوفين وضعاف البصر. من جانبها، قالت أنيسة بوزكري وهي شابة قادمة من منطقة واد لاو بشمال المملكة، متخصصة في صناعة الأواني الفخارية، إنها تعمل من خلال هذه الحرفة التي تعلمتها من والدتها على الحفاظ على مكنونها الفني الذي تعتمد فيه على مواد طبيعية مائة بالمائة والتي لا تشكل اي ضرر على صحة الانسان وهو ما جعل منتوجاتها، تحظى بالإقبال تقول أنيسة التي ركزت على أهمية دعم صناعة الفخار الوطنية التي تواجه منافسة شرسة في السوق . وتعرض أنيسة التي تتيح للجمهور الزائر في رواقها فرصة الإطلاع والوقوف عن كثب على طريقة صناعة المنتوجات الفخارية المغربية التقليدية التي توارثها المغاربة جيلا بعد جيل كالطاجين والصحون و"القصعات" اضافة الى تحف أخرى للتزيين، داعية الى النهوض بالعاملين في هذا المجال من خلال التكوين والمساعدة على بيع وتسويق المنتوج وتحسيس وتشجيع المغاربة على ضرورة استعمال الاواني الخزفية لاسيما في المناسبات الدينية من أجل الحيلولة دون زوال هذه الحرفة. أما سيف الدين بوهادي ،الذي يمتلك محلا للتسفير بشارع " الجزاء" بالمدينة العتيقة للرباط، فأشاد بمبادرة تنظيم معارض الصناعة التقليدية خارج المملكة بالنظر الى انعكاساتها الايجابية سواء في ما يتعلق بالترويج للتراث اللامادي الوطني أو إبراز جمالية منتوجات الصناعة التقليدية وكذا براعة الحرفييين المغاربة كل في مجاله. بوهادي لم يفته هو كذلك توجيه الدعوة الى تكوين الأجيال الجديدة التي ستحمل مشعل الصناعة التقليدية المغربية التي يتعين ايلاؤها المزيد من الاهتمام والحفاظ عليها وذلك لضمان استمرارية إشعاعها. من جهته، قال المدير العام ل"دار الصانع" عبد الله العدناني إن الجناح المغربي يعرف هذه السنة مشاركة 20 صانعا تقليديا يمثلون مختلف جهات المغرب و8 تعاونيات منها ثلاثة لذوي الاحتياجات الخاصة لأول مرة، وذلك في إطار العناية التي توليها المملكة لهذه الفئة من المجتمع، مبرزا أن المشاركة المغربية لهذه السنة في المهرجان التي تعد الرابعة للمؤسسة تهدف إلى إبراز والترويج لمنتوجات الصناعة التقليدية المغربية التي تزخر بكنوز وحرفيين أكفاء أبهروا العالم في المعارض التي تنظم في مختلف بقاع المعمور. وبالإضافة إلى أروقة الصناع التقليديين، يتميز الجناح المغربي بحضور فرقتين موسيقيتين للطرب المغربي وكناوة تتحفان زوار الجناح، ،بمعزوفات من الفن المغربي الاصيل علاوة على رواقين للطبخ المغربي يعرضان مختلف الاطباق المغربية الشهية التي تخطت شهرتها الحدود الوطنية وهو ما يجعل الجناح فضاء يتيح لزواره الكثر عيش اجواء توحي لكل متواجد فيه أنه وسط حي عريق من أحياء المدن العتيقة الممتدة عبر تراب المملكة . وتشارك في الدورة الجديدة لمهرجان "الشيخ زايد التراثي"، الذي يستمر حتى 26 يناير 2019، بالإضافة إلى الإمارات عشرات الدول العربية والعالمية حيث تعرض مختلف جوانب تراثها من المأكولات بطريقة الطبخ الحي التفاعلي والمنتوجات والحرف التقليدية وكذلك العروض والأهازيج الفلكلورية.