تعتبر الألعاب الأولمبية أهم مسابقة لكافة الرياضيين عبر ربوع العالم، فهي التي تحفر أسمائهم ضمن خانة الكبار كونها لا تأتي إلا كل أربع سنوات ، فالرياضي يتمرن لثلاث سنوات ، ويشارك في بطولات عالمية و وطنية كي يصل للأولمبياد، عبر عدد من التصفيات، حالما بالتتويج بالذهب و تقديم ميدالية ترفع شعار بلاده في سماء العالمية . فأن تأتي بعد مجهود مظني، و حلم يراودك لسنوات، و أنت حامل لآمال العديد من المتتبعين والمشجعين، لتتفاجأ بقرارات تحكيمية لا علاقة لها بالتحكيم في هذا المستوى العالمي ، لتبعدك عن المنافسة بطريقة متحيزة للطرف الآخر ، فهذا يزيد من أوجاع الخسارة مرات و مرات . هذا بالضبط ما تعرض له العديد من المشاركيين في الملاكمة ، أو ما يسمى بالرياضة النبيلة . البداية كانت مع الملاكم الجزائري عبد القادر شادي في وزن 64 كغ، الذي تعرض لظلم تحكيمي واضح ضد صاحب الدار البرازيلي جويدسون تيكسيرا ، حيث صُدم الملاكم الجزائري بعد إعلان القضاة للنتيجة. ثم جاء بعد ذلك الدور على الملاكم المغربي محمد الربيعي، الذي تعرض لغش تحكيمي قاهر منذ الجولة الأولى، إذ تعرض لضربة موجعة تحت الحزام تغاضى عنها الحكم رغم تموقعه الجيد، و تعرض مرة أخرى لضربة غير قانونية بالرأس من الملاكم الأوزبكي ليصاب بجرح في طرف عينه اليمنى، لينزف بالدماء التي أعاقته في ما تبقى من أطوار المنازلة، ليتغاضى عنها الحكم مرة أخرى . ومن ضمن الحالات التحكيمية التي أثارت حفيظة الملاكمين، كانت ضد الملاكم الأيرلندي ميشيل كونلان، الذي تعرض بدوره لظلم تحكيمي فاضح، ليتم إقصاؤه، فكانت ردته قوية اتجاه قضاة المباراة بحركة غير أخلاقية تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بايجابية. 0خر المصائب التحكيمية كانت ضد الملاكمة المغربية المتألقة خديجة المرضي، التي تعرضت لمهزلة تحكيمية من قبل قضاة المنازلة، حيث منحوا التفوق للملاكمة الصينية لي كيان، في مشهد مثير صُدمت من خلاله المغربية خديجة المرضي ومعها العديد من المشاهدين الذين تابعوا النزال. حيث فازت الصينية بثلاث جولات دون مقابل، لتستمر المهزلة التحكيمية في رياضة الملاكمة بأولمبياد ريو 2016. كان السكوت و عدم الدخول في تصريحات مع اللجنة، رد معظم الملاكمين على هذا الغش التحكيمي، لتبقى الحالة الوحيدة، هي حالة الملاكم الأيرلندي الذي لم يصبر على هذا الظلم الذي طال معظم الملاكمين فكانت حركته عبارة عن رد قاسي، عبّر من خلالها عن مدى استيائه من القضاة المنحازين بشكل كبير لبعض المشاركين .
هذه الحركة ستكلفه الكثير، و لكن الواجب تحيته على قوة شخصيته، حيث لم يتحمل كل ما تعرض له خلال مقابلته الأخيرة. ليكون رده نابع من قلبه و معبرا عن الإحباط الذي تعرض له جل الملاكمين المشاركين في هذه الدورة .