أكد الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد عدو، مساء أمس الجمعة في بكين، أن مطار الدارالبيضاء سيشكل محورا مهما في ربط الصين بوسط وغرب إفريقيا. وأبرز العدو، خلال حفل أقامته الخطوط الملكية المغربية بمناسبة تدشينها لأولى رحلاتها الجوية المباشرة بين الدارالبيضاءوبكين، شهد حضور وفد مغربي رفيع، وسفير المملكة لدى الصين، ومسؤولين ورجال أعمال صينيين، أن هذا الخط الجوي الأول المباشر بين الدارالبيضاءوبكين ماهو إلا نافذة نحو آفاق تعاون أرحب في المستقبل. وأشار إلى أن الخطوط الملكية المغربية ستكون أول شركة طيران إفريقية تصبح عضوا كامل العضوية في تحالف شركات الطيران العالمية "وان وورلد"، مضيفا أنه سيكون بإمكان المسافرين من محطة بكين الاستفادة أيضا من شبكة تضم أزيد من 1069 مطارا في 178 بلدا ومنطقة. وقال إن "النقل الجوي لا يهم فقط السياحة، فالصين تعد اليوم، ثالث أكبر شريك تجاري للمغرب، وهذا الخط الجوي الجديد سيمكن من الاستجابة لمطلب ملح طالما عبر عنه المنعشون الاقتصاديون بكلا البلدين"، مبرزا أن الشركة تعتزم استثمار المزيد من أجل تلبية حاجيات التنقل للمسافرين المغاربة والصينيين. وأشار عدو إلى أنه إضافة إلى دينامية النقل الجوي العابر للقارات، يعكس افتتاح هذا الخط حيوية العلاقات الصينية المغربية، البلدان البعيدان جغرافيا لكنهما أقرب ثقافيا، مضيفا أن الخط يربط بين مدينتين غنيتين بالتاريخ، تشهدان دينامية ملحوظة (الدارالبيضاءوبكين). وأبرز أن الخطوط الملكية المغربية توفر حاليا ثلاث رحلات في الأسبوع بين مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء ومطار بكين داشينغ الدولي، معربا عن الأمل في زيادة عدد هذه الرحلات في المستقبل القريب. وذكر أن الشركة بصدد التفاوض من أجل استكمال شراكات مع شركات طيران صينية من أجل تعزيز ربط هذا الخط الجوي بالشبكة المحلية الصينية. كما ذكر أن افتتاح الخط الجديد يتزامن مع مناسبة متميزة تتمثل في الاحتفال بالسنة الصينية المغربية للسياحة والثقافة، ويأتي أيضا إثر زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الصين في ماي 2016، وهي المناسبة التي كان فيها قطاع السياحة مركز العديد من اتفاقيات التعاون. كما يتماشى، يقول عدو، مع طموحات البلدين، والتي تجسدت من بين أمور أخرى، من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي السياحة بالبلدين، وكذا إلغاء التأشيرة لفائدة المواطنين الصينيين الذين يرغبون في زيارة المغرب، مشيرا إلى أن توقعات وزارة السياحة تشير إلى استقبال المغرب ل500 ألف سائح صيني في أفق عام 2021، وخاصة بفضل هذا الخط الجوي الجديد. وأبرز أن السياحة الصينية في المغرب توفر بذلك فرصا استثنائية مهمة، معربا عن الأمل في دعم هذه الدينامية من خلال هذا الخط الجوي، لكن أيضا تحفيز التبادلات وتطوير السياحة المغربية في الصين. من جهته، ذكر مدير المتحف الوطني للصين، وانغ شونفا، أن 2020 يشهد إقامة حدث متميز يتمثل في السنة الثقافية والسياحية بين الصين والمغرب، حيث سيقوم البلدان خلالها بتفاعلات من زوايا و مستويات متعددة في مجالات السياحة، والثقافة، والصناعة التقليدية، والتراث الثقافي المادي واللامادي. وأبرز أن هذا المتحف سيتعاون مع المكتب الوطني المغربي للسياحة لإطلاق معرض حول الثقافة المغربية بالمتحف الوطني بالصين في شتنبر من هذا العام، وهو ما سيمكن الجمهور الصيني من اكتشاف الثقافة المغربية، إلى جانب تنظيم معرض "ألوان البلد البعيد – كنوز المغرب" بتعاون مع المؤسسة الوطنية للمتاحف. كما أشار إلى أنه بعد خطوة إعفاء المواطنين الصينيين من التأشيرة لزيارة المغرب في 2016 ، يأتي افتتاح رحلات جوية مباشرة بين الصين والمغرب ليعطي دفعة قوية أخرى في مسار التعاون الثنائي، لا سيما على مستوى تشجيع التبادلات الإنسانية بين البلدين. وتميز هذا الحفل بأداء فقرات موسيقية مغربية متنوعة تمتح من التراث الأندلسي العريق ممزوجة بالموسيقى العصرية لمطربين مغاربة شباب، وعروض مجموعة كونغ فو صينية أبهرت الحضور بصعوبة وتناسق حركات أفرادها، فضلا عن عرض لفن الرسم بالرمال الذي برعت خلاله فنانة صينية برسم لوحات مبهرة بينها مشاهد ملفتة تحيل على رحلة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة الذي زار الصين في القرن ال14، وأسهم في التعريف بالتراث والحضارة الصينية للعالم العربي وللعالم ككل بعدما ترجم مؤلف رحلته إلى عدة لغات أجنبية بينها الصينية.