بكين – عقد وفد مغربي رفيع، أمس الجمعة في بكين، لقاء مع نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني السيد لي جيانزو، تمحور حول تطوير التعاون الثنائي في المجالين السياحي والثقافي، لاسيما أن بين البلدين سيشهدان، هذه السنة الجديدة، زخما مكثفا في التبادلات في إطار تنظيم سنة ثقافية وسياحية مغربية في الصين، وأخرى مماثلة للصين في المغرب، عبر إقامة سلسلة من الأنشطة والأحداث والتظاهرات المتنوعة. وضم الوفد المغربي خلال هذا اللقاء، الذي انعقد على هامش تدشين الخطوط الملكية المغربية لأولى رحلاتها الجوية المباشرة بين الدارالبيضاءوبكين، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، السيد عبد الحميد عدو، والمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، السيد عادل الفقير، والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، السيد مهدي قطبي، وسفير المغرب لدى بكين السيد عزيز مكوار. وذكر المسؤول الحكومي الصيني، بهذه المناسبة، بزياراته السابقة للمغرب وإعجابه بغنى وتنوع موارده الثقافية والسياحية المتفردة وخصائصه التي تتميز بالتناغم بين الثقافة والسياحة، مشيرا إلى الزخم الذي ضخه توقيع القطاعين الوزاريين بكلا البلدين في دجنبر 2018 على مذكرة تفاهم بشأن تنظيم سنة ثقافية وسياحية صينية بالمغرب وأخرى مماثلة بالصين في عام 2020. وأبرز أن حدث افتتاح السنة السياحية والثقافية الصينية المغربية، الذي سيتم بالرباط يوم 13 فبراير المقبل، سيشهد حضور وزير السياحة والثقافة الصيني، مشيرا إلى الإرادة القوية للبلدين في النهوض بالتعاون في مجالي الثقافة والسياحة، وخاصة النهوض بالتعاون بين الفاعلين السياحيين والمؤسسات الثقافية والمتاحف. كما أعرب عن ثقته في أن تدشين الخط الجوي الجديد المباشر بين المغرب والصين سيعزز هذا التعاون وسيسهم في رفع عدد السياح والتبادلات الثقافية بين البلدين، مذكرا بأن إلغاء المغرب التأشيرة لفائدة المواطنين الصينيين في 2016 قد حظي بترحيب كبير في الصين. من جهته، أبرز السيد مكوار أن تدشين الخط الجوي المباشر الدارالبيضاء – بكين يعتبر حدثا كبيرا في مسار التعاون بين البلدين، مذكرا بأنه منذ الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية في 2016، والقرار الملكي بإلغاء التأشيرة لفائدة المواطنين الصينيين شهد مجال الأعمال والسياحة تطورا ملحوظا، حيث انتقل عدد السياح الصينيين القادمين نحو المغرب من حوالي 14 ألف سائح في 2016 إلى ما يقرب من 190 ألفا في 2019. وأضاف أن هذه الدينامية ساعدت أيضا رجال الأعمال الصينيين على تطوير استثمارتهم ومشاريعهم التجارية في المغرب. ولفت السيد مكوار إلى أن تدشين الخط يعتبر الحدث الأول في هذه السنة الجديدة التي ستشهد تنظيم سنة المغرب في الصين وتظاهرة مماثلة في المغرب، عبر إقامة عدد من الأنشطة والتظاهرات المتنوعة بكلا البلدين، بهدف تقديم تنوع الثقافة المغربية للصينيين وكذا تعريف المغاربة بثراء الثقافة الصينية، مشيرا إلى أن هذا الحدث الهام لا يشكل سوى انطلاقة للقيام بأنشطة مماثلة أخرى في 2021 و2022 وكذا السنوات التي تليها. من جانبه، أبرز السيد عبد الحميد عدو أن افتتاح الخط الجوي المباشر الأول من نوعه بين المغرب والصين يعتبر لحظة تاريخية بالنسبة للخطوط الملكية المغربية والمغرب، مشيرا إلى أن ذلك تحقق بفضل الزخم الذي حققته الزيارة الرسمية لجلالة الملك إلى الصين، والتي تم خلالها إرساء شراكة استراتيجية بين البلدين، وكذا الإرادة التي تحذو الجانبين لتعزيز الروابط التجارية الثنائية وتحفيز السياحة في الاتجاهين. وأعرب السيد عدو للمسوؤل الصيني عن استعداد الخطوط الملكية المغربية، الشريك في تنظيم سنة ثقافية وسياحية صينية بالمغرب وأخرى مماثلة بالصين، لدعم كافة الأنشطة التي تعتزم وزارة الثقافة والسياحة الصينية تنظيمها في المغرب للتعريف والنهوض بالثقافة الصينية بالمملكة. وأضاف أن المغرب يتمتع بتاريخ وثقافة عريقين وهو ما يسهم في تعزيز التقارب بين شعبي البلدين، وبالتالي يتحتم التعريف بهذا الإرث الحضاري لدى الشعبين المغربي والصيني. من جهته، أكد السيد عادل الفقير أن الخط المباشر الجديد يمثل خطوة مهمة في العلاقات بين البلدين ستسهم بدون شك في النهوض بالتبادلات السياحية بين البلدين. وأضاف أن هذا الخط يعتبر إحدى ثمار زيارة جلالة الملك إلى الصين في 2016 والذي من شأنه أن يعزز توافد السياح الصينيين نحو المغرب، الذي كان في حدود 14 ألف في 2016 ليتضاعف بأكثر من 10 مرات في غضون ثلاث سنوات. وذكر، في هذا الصدد، بأهمية توقيع المكتب الوطني المغربي للسياحية السنة الماضية اتفاق شراكة مع "سي-تريب"، وهي أكبر وكالة أسفار عبر الإنترنيت في الصين، للترويج والتسويق التجاري وتطوير الرؤية السياحية للمغرب في الصين، مشيرا إلى أن المكتب برمج عددا من الأنشطة بمناسبة تنظيم السنة الثقافية والسياحية للمغرب في الصين وتظاهرة مماثلة للصين في المغرب، من بينها قيام عدد من المهنيين المغاربة والصينيين بزيارات متبادلة في شهر مارس المقبل، بهدف تحسين الربط بين السوقين وإرساء مزيد من الشراكات التجارية في المجال السياحي. أما السيد المهدي قطبي، فقد حرص على التذكير في سياق حديثه عن أهمية هذا الخط المباشر، بزيارة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة إلى الصين في القرن ال 14، معتبرا أن هذا الخط سيسهم في تعزيز التقارب بين الشعبين والثقافة على حد سواء، على اعتبار أن الثقافة كانت دائما الرابط القوي بين الشعوب للتعارف بشكل أفضل والتفاهم والتقدير المتبادل. وأشار إلى أنه سيتم، في هذا الإطار، تنظيم معرض كبير في المتحف الوطني للصين في بكين في نهاية فبراير القادم، بعنوان "ألوان البلد البعيد – كنوز المغرب"، وذلك بهدف إبراز التراث الثقافي التقليدي والمعاصر الذي تزخر به المملكة، مؤكدا، في هذا الصدد، على أهمية التوقيع على اتفاقيتي تعاون بين المتحف الوطني للصين والمؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب. كما أعرب عن تطلع المؤسسة لإبرام اتفاق تعاون مماثل في أقرب الآجال مع أكاديمية الفنون الجميلة بالصين تشمل تعزيز التعاون في إبراز الجوانب الحديثة والمعاصرة للثقافة المغربية. من جهته، أكد السيد خليل الهاشمي الإدريسي أن تدشين هذا الخط الجوي المباشر الدارالبيضاء – بكين يعتبر خطوة جريئة ولحظة تاريخية في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، مضيفا أن العلاقات الصينية المغربية شهدت نهضة حقيقية منذ الزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى الصين في عام 2016 . وأبرز السيد خليل الهاشمي الادريسي أن "هذه الدينامية في العلاقات نلمسها جيدا في مشاريع متعددة في المجالات السياحية والجوية، والثقافية". وفي ما يتعلق بالمجال الإعلامي، قال إن وكالة المغرب العربي للأنباء تتواجد في الصين منذ عدة سنوات ولها مراسلان دائمان، أحدهما في بكين، وآخر في شنغهاي، مبرزا أنه "دائما ما نوضح لمراسلينا، وهما ملتزمان بذلك، أنه يتعين عليهما التعريف بالصين لدى المغاربة في العمل الصحفي اليومي وإبراز المغرب ومميزاته للصينيين". وأكد السيد الهاشمي الإدريسي أن الوكالة تضع نفسها، كمؤسسة إعلامية، في خدمة هذه الدينامية للتعريف بها والترويج لها إعلاميا ودعمها لتعبئة أكبر عدد ممكن من الأفراد والإمكانات حول هذه النهضة الثنائية الجميلة.