عاشت مدينة مراكش، اليوم الأربعاء، على إيقاع أجواء احتفالية تخليدا لتسجيل فن كناوة ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، وذلك من خلال تنظيم ليلة فنية خصصت لهذا النوع الموسيقي المتأصل بالمملكة. وتميزت هذه الأمسية، التي نظمتها جمعية "يرما كناوة" وجمعية السلام المسرحي بمراكش إلى جانب عدد من الفاعلين بالمدينة الحمراء، بمشاركة عدد من "المعلمين الكناويين" ذائعي الصيت على الصعيد الوطني، من ضمنهم أحمد باقبو ومصطفى باقبو وعبد الكبير مرشان ومحمد كويو وحسن كاديري وعبد الكبير بن سلوم ومولاي الطيب الذهبي. وقد كان لعشاق هذا الصنف الموسيقي المتفرد فرصة للاحتفاء، طيلة ثلاث ساعات، على إيقاعات وأنغام هذا الفن المتجذر الذي يرمز لمغرب التنوع والتعددية في ظل الوحدة والتلاحم. وبالمناسبة، أكد مدير جمعية يرما كناوة، السيد عبد السلام عليكان، أن المدينة الحمراء المعروفة بإشعاعها الدولي، تأثرت بشكل كبير بهذا الصنف الفني، المتواجد على الساحة الفنية المحلية، لاسيما بساحة "جامع الفنا" والمهرجانات والأمسيات الفنية المنظمة بمراكش. وأضاف السيد عليكان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "مدينة مراكش التي يفوح منها عبق التاريخ وغنى تراثها المادي واللامادي، كانت على الدوام جسرا بين إفريقيا والمغرب، وهي تشكل فضاء مثاليا للتعددية الثقافية". وذكر السيد عليكان أن هذا الاعتراف يأتي تتويجا لجهود مجموعة من الفاعلين الذين ناضلوا من أجل إدراج فن كناوة ضمن قائمة التراث اللامادي ل"اليونسكو"، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تفتح أبواب العالمية أمام هذا الشكل الموسيقي. وأضاف أن هذا التسجيل سيحفز على تشييد متحف يعنى بفن كناوة وإدماجه في برامج المعاهد الموسيقية، قصد تشجيع الشباب على الابتكار في هذا الفن وصونه وتطويره. وتم، في دجنبر الماضي بالعاصمة الكولومبية بوغوتا، إدراج فن "كناوة" من طرف اللجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للانسانية. وينضاف فن كناوة إلى سبعة عناصر أخرى للتراث الوطني أدرجت ضمن القائمة المذكورة، ويتعلق الأمر ب"الفضاء الثقافي لساحة جامع الفنا"، و"موسم طانطان"، و"عادات الأكل في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، و"الصقارة"، و"مهرجان حب الملوك لصفرو"، و"العادات والممارسات والدراية بشأن شجرة الأركان"، و"تاسكوين" وهي رقصة أمازيغية من الأطلس الكبير صنفت ضمن خانة ما "يحتاج إلى صون استعجالي". وتهدف قائمة التراث الثقافي غير المادي للانسانية، التي تضم حاليا 429 عنصرا، إلى ضمان رؤية أكبر حول الممارسات الثقافية والخبرة التي تقدمها المجتمعات.