نظمت جمعية "يرما كناوة" وجمعية السلام المسرحي بمراكش، مساء أمس الأربعاء بدار الثقافة بالحي الحسني بتراب مقاطعة المنارة، حفل فني موسيقي خصص لفن "تكناويت" المتأصل بالمملكة، احتفالا بتسجيل فن كناوة ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وتميز هذا الحفل الفني الموسيقي، بمشاركة مجموعة من المعلمين الذين استطاعوا ترسيخ فنهم وتصديره بفضل "مهرجان كناوة وموسيقى العالم" المنظم منذ 23 سنة تحت الرعاية السامية لصاخب الجلالة محمد السادس، يتقدمهم لمعلم عبد السلام عليكان، رئيس جمعية "يرما كناوة" والمدير الفني لمهرجان كناوة وموسيقى العالم. وعاش الجمهور المراكشي وعشاق هذا الفن الموسيقي، طيلة ثلاث ساعات لحظات مميزة من الإيقاعات الموسيقية والأنغام الكناوية لهذا الفن الموسيقي المتجدر الذي يرمز لمغرب التنوع والتعددية في ظل الوحدة والتلاحم. وشكل انضمام فن "كناوة" الى هذه القائمة، حدثا تاريخي بالنسبة إلى المغرب، وثمرة المجهودات المتواصلة والشراكة المثالية بين السلطات العمومية والفاعلين في المجتمع المدني ومجموعات "كناوة" في كل ربوع المملكة. وينضاف فن كناوة إلى سبعة عناصر أخرى للتراث الوطني أدرجت ضمن القائمة المذكورة، ويتعلق الأمر ب"الفضاء الثقافي لساحة جامع الفنا"، و"موسم طانطان"، و"عادات الأكل في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، و"الصقارة"، و"مهرجان حب الملوك لصفرو"، و"العادات والممارسات والدراية بشأن شجرة الأركان"، و"تاسكوين" وهي رقصة أمازيغية من الأطلس الكبير صنفت ضمن خانة ما “"حتاج إلى صون استعجالي". وتهدف قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، التي تضم حاليا 429 عنصرا، إلى ضمان رؤية أكبر حول الممارسات الثقافية والخبرة التي تقدمها المجتمعات. وحسب عبد السلام عليكان مدير جمعية يرما كناوة، فإن هذا الانضمام سيمنح مزيدا من القوة للإنجازات التي تحققت إلى غاية اليوم، بهدف اعتماد الآليات الضرورية لحماية هذا التراث وتيسير انتقاله بين مختلف الأجيال. وأضاف عليكان في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن إدراج فن "كناوة" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، سيتيح لهذا الفن مواصلة انفتاحه على العالم، وتعزيز قدرته على التحاور والتمازج مع تعابير فنية وثقافية أخرى على المستوى العالمي. وأوضح عليكان أن هذا الاعتراف يأتي تتويجا لجهود مجموعة من الفاعلين الذين ناضلوا من أجل إدراج فن كناوة ضمن قائمة التراث اللامادي ل"اليونسكو"، مشيرا إلى أن الامر تطلب عشر سنوات كاملة من المثابرة والمرافعات والايمان الراسخ من أجل الاقناع وحشد التأييد، بعد تقديم أول طلب لوضع "كناوة" على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو في 2009. وأشار إلى أن هذا هذا الانضمام سيتيح لفن "كناوة" مواصلة انفتاحه على العالم، وتعزيز قدرته على التحاور والتمازج مع تعابير فنية وثقافية أخرى على المستوى العالمي، كما سيحفز على تشييد متحف يعنى بفن كناوة وإدماجه في برامج المعاهد الموسيقية، قصد تشجيع الشباب على الابتكار في هذا الفن وصونه وتطويره. وكانت اللجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، استجابت خلال اجتماعها بالعاصمة الكولومبية بوغوتا في الفترة الممتدة مابين 07 و14 دجنبر الماضي، للطلب الذي تقدم به المغرب لتسجيل "كناوة" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.