على بعد أيام قليلة عن انطلاقة الموسم الدراسي المقبل تحولت فضاءات مدرسة مولاي رشيد إناث العمومية بحي باب هيلانة بالمدينة العتيقة لمراكش إلى محمية لأعشاش الثعابين، ما حول حياة ساكنة البيوت المجاورة إلى جحيم لا يطاق، بعد أن فرض عليها التعايش مع «الغزوات» اليومية لهذه الكائنات السامة لمنازلها وبيوتها. ففي ظرف أسبوعين فقط طرقت أبواب الأسرة القاطنة بالمنزل رقم 107 بعرصة السي يوسف المحاذية للمؤسسة أربعة ثعابين مخيفة غادرت جحورها وسط الأحراش المؤثثة لفناء المدرسة، لتلج أبواب المنزل المجاور مشيعة جوا من الرعب والخوف بين قاطنيه.
فرض على الأسرة المعنية أن تتعايش مع هذه «الهجومات اليومية» لجيوش الثعابين، وأن تجند كل أفرادها للقيام بعمليات حراسة ورصد لأي زحف مفاجئ قادم من فضاءات المؤسسة التعليمية المذكورة، بعد أن تخلت عنها كل الجهات المسؤولة وتركتها تواجه بمفردها هذه الهجومات المتواصلة، مع ما يستتبع الأمر من أخطار محدقة على الأطفال والنساء.
تحول الأمر إلى كابوس مخيف دون أن تنفع كل الشكايات التي تقدمت بها الساكنة في دفع أهل المجالس المنتخبة والسلطات المحلية لتحمل مسؤولياتهم، والعمل على إحاطة الأمر بالمتعين من اجراءات وتدخلات، مع الاكتفاء بتوزيع الوعود العرقوبية والتعهد بتنظيم عملية مسح شاملة لفضاءات المدرسة ومعالجتها بالأدوية والمبيدات الكفيلة بالحد من تكاثر هذه الزواحف السامة.
المؤسسة التعليمية التابعة لوزارة رشيد بلمختار ظلت طيلة سنوات مسيجة بأحراش تحيط بالبنايات والأقسام من الجهة الخلفية، تحولت بفعل توالي الأيام وتعاقب الفصول إلى ملاذ حاضن لجحور وأعشاش مختلف أنواع الحشرات السامة من عقارب وثعابين، كان بعضها يظهر بين الفينة والأخرى ليعكر صفو الأسرة التعليمية وساكنة المنازل المجاورة، غير أن موجة الحرارة المتواصلة التي خيمت على مدينة مراكش طيلة الأسابيع المنصرمة مع هبوب بعض العواصف المتقطعة المصحوبة بتساقطات مطرية، دفع بهذه الكائنات السامة إلى مغادرة أعشاشها وجحورها ومهاجمة البيوت المجاورة بشكل يومي ومرعب.
ولأنه «ما كل مرة تسلم الجرة» فقد كان ضروريا أن تسجل بعض حوادث اللسع السامة، وأن تتمكن بعض هذه الزواحف من ترك بصمات «غزواتها» و«هجوماتها» على أجساد المواطنين، ومن ثمة تعرض زوجة حارس المؤسسة خلال الأسبوع المنصرم للسعة سامة كادت تودي بحياتها بعد أن أصيبت بنوبة إغماء حادة، نقلت إثرها للمستشفى حيث جاهدت الطواقم الطبية في انتشالها من مخالب موت محقق، لتبقى بعدها المؤسسة التعليمية «محمية» غير رسمية لجحور وأعشاش هذه الكائنات السامة في انتظار حلول موعد الدخول المدرسي الجديد.