مع ارتفاع درجة الحرارة، عرفت العديد من المدارس الابتدائية الفرعية والمتمركزة بمناطق نائية من القرى الموجودة جنوب وشرق المغرب ظاهرة غريبة وخطيرة قد تؤدي إلى كارثة حقيقية، حيث شهدت الكثير من القاعات والفصول الدراسية بهذه المناطق (إقليمي الراشيدية وأسفي على الخصوص)، منذ بداية الأسبوع الماضي وإلى نهايته، هجوما كبيرا للعقارب والثعابين التي اقتحمت بعض الفصول أثناء الحصص الدراسية، وتداول عدد من مهنيي التعليم صورا مخيفة لثعابين وعقارب تتجول وسط الأقسام وفوق الطاولات، وفي أكثر الحالات يتعاون التلاميذ والمدرسون على قتل هذه الحيوانات الخطيرة، فضلا عن الاستنفار والخوف الشديدين اللذين خلفهما خبر دخول الثعابين السامة إلى الأقسام من طرف أولياء أمور التلاميذ الصغار. وهكذا شهدت مجموعة مدارس فرعية تابعة لتراب مدينة تنجداد بإقليم الراشيدية هجوما لأفعى سامة من فصيلة معروفة في المنطقة بخطورتها، وقال أحد الأساتذة الذين شهدوا الحالة، ورفض الكشف عن اسمه في اتصال ب» اليوم24»، «إن نوعية الأفعى التي دخلت إلى المدرسة معروفة في المنطقة، وقد تقتل ضحيتها في دقائق، واقترابها من تجمعات التلاميذ جعل بعضهم يهرب من شدة الخوف، ولولا تدخل رجال التعليم بمساعدة بعض التلاميذ اليافعين ما تمكنوا من قتلها.» وأرجع الأستاذ الذي يشتغل بالقرب من موقع الحدث السبب الرئيسي لمثل هذه الأحداث الخطيرة إلى ارتفاع درجة الحرارة خلال الفترة الأخيرة، وعدم توفر المدرسة على سور يحمي التلاميذ والأساتذة من الحيوانات والزواحف. وفي اتصال مع عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل، صرح قائلا «لقد تابعنا باهتمام كبير هذه الصور والأخبار المتعلقة بهجوم الأفاعي، التي تتهدد سلامة الأسرة التعليمية برمتها، وهي ليست ظاهرة جديدة، فكل عام يتكرر هذا الخطر بسبب ارتفاع درجة الحرارة، مع الأسف أن يعيش نساء ورجال التعليم والتلاميذ في ظروف قاسية مثل هذه، بسبب غياب البنيات التحتية، وأن الحجرات والمؤسسات التعليمية غير لائقة لتلقي الدروس، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها في كل ما يحدث». من جهة أخرى، عم الذعر وسط الآباء والأمهات الذين يدرس أبناؤهم في هذه المدارس، وقال «مصطفى .ح»، وهو أحد أولياء التلاميذ بمدينة الراشيدية، «حتى الوسائل البدائية لمقاومة هذه الحيوانات لا يستعملونها مثل القطران والمبيدات التقليدية، لقد سمعنا السنة الماضية بوفاة تلميذ نواحي أكادير بلسعة أفعى ونتمنى ألا يتكرر هذا ثانية». وتجدر الإشارة إلى أن عددا من التلاميذ في المناطق المذكورة والمعروفة بخروج الحيوانات السامة في مطلع فصل الصيف شهدت حالات عديدة لتلاميذ وأطفال لسعتهم العقارب والأفاعي، خصوصا وأن أغلب المدارس الفرعية في المجال القروي غير محاطة بأسوار. وفي السنة الماضية فارق طفل في السابعة من عمره الحياة ببني ملال بعد تعرضه للسعة عقرب، إضافة إلى طفلة أخرى توفيت في نفس الفترة، وكانت مصادر طبية مسؤولة صرحت أن الأسرة أيضا تتحمل جانبا من المسؤولية حين تلجأ إلى استخدام العلاج التقليدي. المديرية الجهوية للصحة سجلت السنة الماضية تراجعا فيما يخص حالات التسمم الناتجة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي خلال هذه السنة، حيث قامت وزارة الصحة بتوزيع أمصال لمحاربة لدغات العقارب، تم توزيعها على جميع المستشفيات في المناطق المعروفة بكثرة الأفاعي والعقارب بها.