أدانت المحكمة الابتدائية بالرباط، مساء الجمعة الماضي، مسؤولا دركيا برتبة مساعد أول "أجودان شاف" ينتمي لفرقة فيالق الشرف الخاصة بحراسة الإقامات والقصور الملكية، بثلاث سنوات حبسا نافذا، بتهمة حيازة المخدرات الصلبة والاتجار فيها، كما أصدرت في حق دركي ثان عقوبة شهرين حبسا نافذا، بعدما اقتنى الممنوع من زميله قصد استهلاكه. وفي الوقت الذي اعترف فيها الدركيان بالاتهامات المنسوبة إليهما أمام الضابطة القضائية، أنكرا أثناء مثولهما أمام القاضي الجنحي المقرر في قضايا التلبس، وحاولا التملص من اتهامات حيازة الكوكايين والاتجار فيه وانتحال صفة ينظمها القانون وتبادل العنف وحيازة أصفاد للشرطة. وأثيرت الفضيحة قبل أسبوعين، بعدما ربط دركي برتبة رقيب الاتصال بمصالح أمن المنطقة الأولى المحيط، وأفاد بتعريضه للعنف من قبل المساعد الأول بفرقة فيالق الشرف، ولما حضر أفراد دورية الشرطة، حجزوا 13 كبسولة من الكوكايين داخل سيارة في ملكية وكالة لكراء السيارات تركها المساعد ولاذ بالفرار نحو مقر عمله، وساعد حجز بطاقته المهنية الخاصة بالولوج إلى القصر الملكي في الاهتداء إلى هويته، وبعدها نقل دركي القيادة الجهوية إلى مستشفى ابن سينا، وبعدها المستشفى العسكري، بعدما اعتدى عليه زميله بسكين. وبعدما اتسعت دائرة الأبحاث التمهيدية ومددت الحراسة النظرية للموقوفين أظهرت التحريات أن المساعد الأول يشتغل لفائدة بارون كبير للاتجار في المخدرات الصلبة، واعترف بتوزيعه الغرام الواحد بمبلغ 600 درهم، وأن الدركي الثاني حرض عليه أصدقاءه بعد قضائهم سهرة بإحدى علب الليل قصد تجريده من الكوكايين ومن المبالغ المالية المتحصل عليها من عائدات الاتجار في نهاية الأسبوع، فواجههم المساعد الأول بالعنف بزنقة مالي بحي المحيط، حينما كان يود بيعهم غراما من المخدر المذكور. ومازالت الضابطة القضائية تبحث عن أربعة متورطين آخرين ضمنهم البارون الشهير ب"البوراق" الذي اختفى عن الأنظار بحي يعقوب المنصور بالرباط، فور سقوط مساعده في توزيع المخدرات الصلبة، وينتظر أن يكشف سقوط المتورطين الأربعة عن معطيات جديدة أهمها مصدر التزود بالكوكايين. وحسب معطيات جديدة حصلت أوردتها بومية "الصباح" فقد كان البارون المبحوث عنه، يشتغل سائقا لدى شخصية رفيعة المستوى، وبعدما التحق بشبكات الاتجار في الكوكايين، وأقرض المساعد بفرقة فيالق الشرف مبالغ مالية مهمة، وفي نهاية المطاف قرر الأخير الاشتغال لديه في توزيع المخدرات مقابل الاستفادة من 100 درهم عن بيع كل لفافة كوكايين، وبرر أفعاله الجرمية بتراكم الديون عليه، مضيفا أنه كان يبيع ما بين 8 و10 غرامات في الأسبوع.