فاز المخرج المغربي محمد الحر بجائزة أفضل إخراج عن مسرحية "سماء أخرى"، في المسابقة الرسمية، للدورة 21 لأيام قرطاج المسرحية التي اختتمت مساء أمس الأحد. وفازت مسرحية "الطوق والإسورة"، للمخرج المصري ناصر عبد المنعم، بجائزة أفضل عمل مسرحي متكامل، وعادت جائزة أفضل ممثل، للعراقي رائد محسن عن دوره في مسرحية "أمكنة إسماعيل"، في حين آلت جائزة أفضل ممثلة لنادية بوستة عن دورها في مسرحية "سيكاتريس" من تونس. وكانت جائزة أفضل سينوغرافيا من نصيب مسرحية "مدق الحناء" من سلطنة عمان، فيما فاز بجائزة أفضل نص الكاتب المسرحي عبد النبي الزيدي عن نص مسرحية "كلب الست" من فلسطين. وقد شارك في المسابقة الرسمية في دورة أيام قرطاج المسرحية لهذه السنة، 14 عملا مسرحيا من دول عربية وإفريقية من بينها عملان من تونس. وتجدر الإشارة إلى مسرحية "سماء أخرى"، هي من إنتاج مسرح أكون، ونص وإخراج، محمد الحر، عن مسرحية "يرما" لفريدريكو غارسيا لوركا، وهي من سينوغرافيا مصطفى العلوي، وتمثيل جليلة التلمسي وهاجر الحامدي وسعيد الهراسي وهاشم بسطاوي. وتتناول مسرحية "سماء أخرى"، التي عرضت يوم الخميس الماضي بتونس العاصمة، "وجع امرأة تعاني غربة روحية، ترفض فكرة العقم الذي يجعل الإنسان رهينا لمجتمع يعتبره منبوذا". وأبرز المخرج محمد الحر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب عرض المسرحية، أنه حرص في هذا العمل على "تجاوز الطابع الفلكلوري والإسباني، لتناول واقع مغربي آخر يتجاوز الأفكار الكبيرة، من أجل الحديث عن الناس وما هو إنساني فيهم". وسجل أنه يظهر من خلال ردود أفعال الجمهور التونسي والعربي الذي تابع المسرحية أن "المسرح المغربي يمضي قدما نحو وضع بصمته ويحتل مكانة بين الأمم الأخرى"، مشيرا إلى أن المسرح المغربي "يعتبر الآن على الصعيد العربي مسرحا متطورا بالمقارنة مع مسارح أخرى، وأن الفنان المسرحي المغربي الشاب اليوم يطمح إلى العالمية ولديه جميع الامكانيات ليكون عالميا". وأكد الحر أن الرؤية الإخراجية التي اعتمدها في مسرحية "سماء أخرى"، حاولت "الابتعاد عن ما يسمى بمسرح الكلام والسرد"، معتبرا أن "العالم الداخلي الذي يكون لدى الناس هو الذي يكون أكثر غنى وأكثر شاعرية ويمنحنا مساحات جمالية أكثر". وحرص المهرجان على تكريم عدد من الوجوه البارزة من الكتاب والنقاد والممثلين في عالم المسرح من بينهم على الخصوص ثريا جبران من المغرب، ومن تونس محمد رجاء فرحات وعز الدين المدني ومحمد مومن، ومن مصر سمير العصفوري، ومن لبنان روجيه عساف. وتنافست على جوائز المهرجان ضمن المسابقة الرسمية، مسرحية "أبو كمونة/كلب الست" لطارق القبطي من فلسطين، و"الطوق والأسورة" لناصر عبد المؤمن من مصر، و"كيميا" لسليم عجاج من سوريا. وسجلت الأردن مشاركتها بمسرحية "قلادة الدم" لمجد القصص، فيما شاركت لبنان بمسرحية "الوحش" لجاك مارون، إلى جانب مسرحية من العراق تحت عنوان "أمكنة إسماعيل" لإبراهيم هارون، ومسرحية بحرينية بعنوان "إلى ريا" لجمال صقر. وشاركت الإمارات العربية المتحدة في هذه الدورة بمسرحية "بذور الشر" لمهند كريم، أما سلطنة عمان فسجلت حضورها بمسرحية "مدق الحناء" ليوسف البلوشي. واقتصر الحضور الإفريقي في المسابقة على الكوت ديفوار والسينغال من خلال المسرحيتي ن "فتاة الحانة" لويس مارك وسوو سليمان، و"من أين تذهب؟" للمخرج برونجار بروك. واحتكمت أعمال المسابقة إلى لجنة تألفت من ستة أعضاء ترأسهم الفنان رؤوف بن عمر، وضمت في تركيبتها كلا من المغربي عبد الواحد بن ياسر والمصري جمال ياقوت والعراقي صلاح القصب وكوفي كواهولي من الكوت ديفوار، بالإضافة إلى الفنان المسرحي التونسي كمال علاوي مقررا للجنة. واستضافت الدورة على مدى 8 أيام (من 7 إلى 15 دجنبر الجاري)، أكثر من 100 عرض من تونس والعالم العربي وإفريقيا ومن أمريكا اللاتينية وآسيا. وانفتحت التظاهرة على تجارب مسرحية في الفرجة الحديثة من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وسويسرا. ورصد المنظمون 5 جوائز وهي "العمل المتكامل"، و"أفضل إخراج"، و"أفضل كتابة مسرحية"، و"أفضل سينوغرافيا"، و"أفضل أداء نسائي"، و"أفضل أداء رجالي". كما رصد المنظمون جوائز موازية تمثلت في جائزة "أفضل تقني" ويمنحها الاتحاد العام التونسي للشغل، وجائزة "نجيبة الحمروني لحرية التعبير" وتمنحها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، بالإضافة إلى جائزة التنوع الثقافي للمنظمة العالمية للفرنكفونية. وتجدر الإشارة إلى أن المخرج المغربي محمد الحر، كان قد شارك في يناير 2018 بمسرحية "صولو" في الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي بتونس حيث فازت بالجائزة الكبرى للمهرجان. وفازت المسرحية نفسها بجائزتين في الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية التي احتضنتها تونس في دجنبر الماضي 2017.