انطلقت فعاليات الدورة الواحدة والعشرين من المهرجان الوطني للمسرح، مساء الجمعة بتطوان، بتكريم أربعة من أعلام ورواد التجربة المسرحية المغربية. وتميز حفل افتتاح المهرجان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 15 إلى 22 يونيو، بتكريم كل من نجاة الخطيب وأحمد العلوي وأنور الجندي وحميد البوكيلي، عرفانا بمسارهم المسرحي الطويل ومساهماتهم العديدة في إغناء الرصيد المسرحي المغربي على مدى عقود. واعتبر وزير الثقافة والشباب والرياضة، الحسن عبيابة، أن هذا التكريم يندرج في إطار تقليد لقطاع الثقافة لتكريم حراس الوجدان وحماة الذوق الرفيع من مبدعين ومثقفين، وهو تقليد دأب عليه القطاع في مختلف المناسبات والمهرجانات التي ينظمها أو يدعمها. وأضاف السيد عبيابة، في كلمة تلاها نيابة عنه مدير الفنون بقطاع الثقافة، محمد بنيعقوب، أن هذه الدورة من المهرجان تتميز بتكريم أربعة من خيرة المسرحيين، عرفانا بما أسدوه من أياد بيضاء للمسرح المغربي على امتداد عقود من العمل الجاد والعطاء الغزير، معتبرا أن تكريمهم هو رسالة إكبار وإجلال إلى كل نساء ورجال المسرح بالمغرب. وتابع الوزير أن المهرجان الوطني للمسرح يمثل "منعطفا ثقافيا وفنيا أثيرا، إذ يتوج موسما حافلات بالمبادرات الثقافية عموما والمسرحية تحديدا، كما يفتتح موسما واعدا بتكريس المكتسبات ومواصلة الانجازات". وأشار في السياق إلى سلسلة من الإجراءات لتشجيع الفعل المسرحي خلال الموسم الماضي، موضحا أن الأمر يتعلق بمبادرات تطال التكوين المسرحي وتعزيز البنيات التحتية الثقافية ودعم وإنتاج وترويج الأعمال المسرحية الوطنية وتنظيم التظاهرات والمهرجانات المسرحية. في هذا الصدد، أوضح عبيابة مواصلة دعم وتطوير التعليم بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وتنظيم ورشات على هامش المهرجانات والتظاهرات، وتأهيل شبكة المسارح والمراكز الثقافية التابعة للوزارة، وتقديم حوالي 15 مليون درهم سنويا كدعم لإنتاج وترويج الأعمال المسرحية وتوطين الفرق المسرحية بمختلف مسارح المملكة. وخلص إلى أن "كل هذه المنجزات لا تثنينا عن مواصلة العمل، عن قناعة بأن المسرح والمسرحيين يستحقون المزيد من المكتسبات والإنجازات"، موضحا أنه "لا ينقصنا لا العزم ولا التصميم لاستشراف شروط أفضل وظروف أمثل لخدمة المسرح المغربي". وتشارك في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان 12 مسرحية، ويتعلق الأمر بكل "قاعة الانتظار 1″ لشارع الفن للإبداع و"سحت الليل" لفرقة الجمعية المغربية لتنمية الانتاج الفني والتنشيط المسرحي (الدارالبيضاء)، و"النمس" للمسرح المفتوح و"يارما/سماء أخرى" لفرقة أكون للثقافة والفنون (الرباط)، و"دون قيشوح" لمجموعة ثفسوين للمسرح الأمازيغي و"ثوري ذوري" للريف للمسرح الأمازيغي (الحسيمة). كما ستشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان مسرحية "الوجه الآخر للقمر" لمعمل التكوين والبحث الدرامي (أكادير)، و "أمشاج" للفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون (فاس)، و"ليام الكحلة" لمسرح المدينة الصغيرة (شفشاون) و"كرنفال" للنورس للفن والثقافة و"راضية" فركانيزم للفنون والثقافة والتنمية (سلا)، و"لمعروض" لمحترف الفدان للمسرح والتنشيط الثقافي (تطوان). وتشرف لجنة تحكيم، برئاسة أحمد بدري، على انتقاء الفائزين بالجائزة الكبرى للمهرجان وجائزة الإخراج والنص والسينوغراغيا والتشخيص الرجالي والنسائي والملابس والأمل. كما يضم البرنامج ندوة رئيسية ستتناول "المهرجانات العربية من المحلية إلى نهضة مسرحية عربية"، إلى جانب سلسلة من الورشات التكوينية وتوقيع إصدارات ذات الصلة بالمسرح.