خلقت تصريحات عبد الإله بنكيران، الأمين العام ل "العدالة والتنمية"، ضجة داخل الحزب، بعد انتقاده الشديد لبعض نشطاء الحزب على فيسبوك بسبب هجومهم على مرّشحة حملت لونهم السياسي في الانتخابات الأخيرة بدعوى عدم ارتدائها للحجاب، واصفًا إياهم بلفظ "الصكوعة" (لفظ في المغرب يطلق على من يتعنت برأيه). كلام بنكيران جاء في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني للحزب، نهاية الأسبوع الماضي، عندما طالب بعض نشطاء الحزب على فيسبوك بالتواضع وعدم الاعتقاد بأنهم أكثر تديّنًا من الآخرين، متحدثًا عن أنهم منغلقون وأنه من حق أيّ مغربي الانخراط في حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، واصفًا من يهاجمون الناس على فيسبوك ب"المداويخ".
وجاء كلام بنكيران أيامًا قليلة فقط انتقاده ما ترّوجه بعض صفحات فيسبوك المنسوبة لأعضاء ومتعاطفين مع حزبه، خاصة صفحة "فرسان العدالة والتنمية" التي تهاجم بشدة خصوم الحزب. وقد طالب بنكيران بمعرفة من يقف وراء هذه الصفحة وأسباب ما تنشره، متحدثًا عن أن ما ينشر فيها "يُستغل أسوأ استغلال ونحن ندفع ثمنه بصورة لا تتخيلونها، وبسببه تتعقد الأمور بطريقة كبيرة".
وزاد من وقع كلام بنكيران ماء جاء على لسان القيادي بالحزب، محمد يتيم، الذي أشار إلى وجود تدوينات من أعضاء من الحزب تسيء إليه، متحدثًا عن ضرورة تحلّي أعضاء الحزب بالمسؤولية على فيسبوك، منددَا بمن اعتبروه يشتغل مخبرًا لدى بنكيران، ومن استخدموا ضده "أوصافًا نابية" بعد تنبيهه لهم بسبب ما ينشرون على حساباتهم، كما انتقد هذه التدوينات القيادي سعد الدين العثماني.
في الجانب الآخر، انتقد عدد من أعضاء الحزب و المتعطافون معه ما جاء على لسان بنكيران، وكتبوا تعليقات تندد بما قاله، خاصة وأن ذلك يأتي بعد أيام فقط على نهاية الانتخابات التشريعية التي فاز خلالها الحزب بالمركز الأول، إذ اعتبر بعض النشطاء أن الحزب تنكر لهم ولجهودهم على الشبكات الاجتماعية التي تساهم في تشكيل الرأي العام بالمغرب، وطالب بعضهم الأمين العام للحزب بالاعتذار.
وحاول نشطاء آخرون إمساك العصى من الوسط، وكتب حسن حمورو، عضو المجلس الوطني: "محاولات التضييق على حرية التعبير والتفكير، ومحاولات تحجيم انخراط الشباب في المعارك السياسية ضد السلطوية وكافة مظاهر التحكم، عبر "قفاز" الآليات التنظيمية وتوظيف السلطة المعنوية للقيادة عن طريق الايحاء المنظم والقصف الممنهج، لن تجدي نفعا ولن توقف عزم شباب العدالة والتنمية وعموم الشباب المغربي على مواصلة الدفاع عما يرونه صالحا لوطنهم ولمجتمعهم. مكانة القيادة محفوظة والاحترام والانضباط واجبان".