عاد وحيد خاليلوزيتش، المدير الفني الحالي للمنتخب المغربي، ليكشف كواليس جديدة متعلقة بطريقة ضمه النجم الجزائري إسلام سليماني إلى منتخب "محاربي الصحراء"، بعدما أشرف المدرب البوسني على أبطال أفريقيا بين أعوام 2011 وإلى غاية الدور الثاني من بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل. وخطف إسلام سليماني الأضواء في الدوري الفرنسي هذا الموسم، حيث بات يقدم مردوداً كبيراً مع نادي موناكو الذي تمكن معه في أول 9 أسابيع من تسجيل 4 أهداف وصناعته ل6 أهداف أخرى، جعلته مرشحاً للفوز بجائزة أفضل لاعب "بالليغ 1″، لشهر الماضي. وموازاة مع تألقه المتواصل مع نادي الإمارة الفرنسية، يواصل أيضاً لاعب ليستر سيتي المعار تدوين اسمه بأحرف من ذهب مع المنتخب الجزائري، بعد تمكنه من تسجيل هدف جديد في مرمى منتخب الكونغو الديمقراطية، ليصل إسلام سليماني إلى هدفه ال 29 في 66 مباراة دولية، متأخراً ب6 فقط عن عبد الحفيظ تاسفاوت، الهداف التاريخي لمنتخب "المحاربين" برصيد 36 هدفاً. وبعد تألق سليماني، كان لصحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية حوار مع البوسني وحيد حاليلوزيتش، الذي تحدث من جديد عن الأسباب التي جعلته يختار ضمّ إسلام إلى المنتخب الجزائري عام 2012، رغم أنه كان مهاجماً مغموراً حينها مع نادي شباب بلوزداد في الدوري الجزائري. وقال حاليلوزيتش: "تحدث إليّ رئيس نادي شباب بلوزداد حينها محفوظ قرباج، وقال لي كيف لا تأتي إلى الملعب لمشاهدة فريقنا، وهو ما كان بتوجهي لمشاهدة الفريق ضد نادٍ نسيت اسمه، وفي تلك الفترة كنت أبحث عن مهاجم جديد للمنتخب الجزائري، وبالفعل عندما توجهت للمشاهدة، رأيت مهاجماً لديه صفات كبيرة مع فريق شباب بلوزداد، وكان إسلام سليماني، فقررت استدعاءه إلى المنتخب مباشرة من دون تفكير". وتابع: "عندما استدعيته لأول مرة، تعرضت للعديد من الانتقادات، حتى إن رئيس الاتحاد الجزائري السابق محمد روراوة سألني من هو هذا اللاعب، وأخبرته أنه سيراه أمامه ويكتشفه بعينه، وبالفعل برهن سليماني على صحة اختيارنا من البداية بطريقة لعبه الذكية وتمركزه في العمق". وواصل: "سليماني يتمتع بخصائص تراها في أكبر المهاجمين، خاصة بطريقة تمركزه في العمق وتسلّمه للكرة ولعبها بلمسة واحدة. تعجبني كذلك ثقته الكبيرة بنفسه، في فترتي مع المنتخب الجزائري اندمج بسهولة وأصبح متفاهماً للغاية مع الجناحين سوداني وفيغولي، وهذان اللاعبان استفادا كثيراً أيضاً من المساحة التي يصنعها سليماني. بالتأكيد، لقد كان مثالياً لنا". وأضاف: "لأنني كنت مهاجماً في مسيرتي كلاعب، فبالتأكيد لدي نظرة خاصة نحو المهاجمين، كنت أعمل كثيراً مع لاعبي خط الهجوم مثلما كان الحال في نانت مع الراحل إميليانو سالا أو كاليفا كوليبالي. سليماني أكد ذلك ببطولة كأس العالم في البرازيل 2014، ولسوء حظه رفض هدفه المسجل في لقاء دور ال 16 ضد ألمانيا بسبب تسلل بسيط، ولولا ذلك لتغير الكثير من الأشياء إلى الأحسن". واستطرد: "سليماني فتى مثالي، ولديه عقلية ناجحة، يُمثل متعة حقيقة لكل مدرب، كذلك فإن حالته الذهنية قليلاً ما تراها عند لاعب آخر، وأنا لست متفاجئاً من الذي يحققه مع نادي موناكو. عندما عمل معي ركزنا كثيراً على نقطة قوته، وهي رأسه، وكنت أعمل كثيراً على تحسين نقاط ضعفه، مثل قدمه اليسرى، التي قبل ذلك كان فقط يستخدمها للسير نحو الحافلة (يضحك)". كما عرّج خليفة هيرفي رينار في تدريب منتخب "أسود الأطلس"، على الإنجاز الذي حققه المنتخب الجزائري عند تتويجه بلقب أمم أفريقيا، بقوله: "بالتأكيد كنت سعيداً جداً لهذا الإنجاز، نحن نتحدث عن بلد عشت فيه أشياء رائعة للغاية، المدرب جمال بلماضي قام بعمل رائع، وهو يملك الكثير من الصفات والأدوات التي تسمح لهذا المنتخب بالتقدم أكثر نحو الأمام، مثلما كان الحال في مونديال 2014، حيث كانت لدينا القدرة حتى الوصول إلى النهائي، لأننا كنا نتحسن من مباراة لأخرى".