من خلال مشاريع رائدة تمثل نموذجا متكاملا للتخفيف من آثار التغيرات المناخية في إطار مشاركة وازنة في فعاليات مؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطار حول التغيرات المناخية "كوب22" المقام في مدينة مراكش من 7 إلى 18 نونبر الجاري، تتواصل الأنشطة التي تحتضنها منطقة الابتكارات بالمنطقة الخضراء لقرية المناخ، من خلال برنامج غني باللقاءات والندوات والتفاعلات حول قضايا تهم المناخ والماء والمحيطات والتنمية المستدامة و البيئة. وفي سياق انخراطها في هذا الحدث الدولي الذي شد أنظار العالم، عملت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء "لراديما" على رصد ميزانية كبيرة لتعزيز الإضاءة بالشوارع الرئيسية للمدينة الحمراء والحدائق وعبأت وسائلها البشرية واللوجيستكية والمادية من أجل المساهمة في ابرزا جمالية المدينة وإنجاح هذه القمة. وفي هذا الإطار، أكد عادل الداودي مدير الهندسة والاستثمار بالوكالة المستقلة للماء والكهرباء بمراكش، أن هذه الأخيرة تشارك في قمة المناخ العالمية "كوب 22″، من أجل اطلاع المشاركين على إستراتيجيتها في المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، وترشيد واقتصاد الموارد المائية والطاقية بمدينة مراكش، وذلك على ضوء التغيرات المناخية. وأضاف الداودي، أنه في إطار احترام الممارسات البيئية، تستثمر الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش خلال السنوا ت التي مرت من أجل ملائمة استعمالات مواردها لتكون نموذجا مؤسسا على احترام البيئة وترشيد واقتصاد الموارد المائية والطاقية، مؤكدا أن هذا الالتزام مبني على إيمان كبير بقيم المواطنة والمسؤولية البيئية، يترجمه المخطط الاستثماري الضخم والذي يضم مشاريع رائدة تمثل نموذجا متكاملا للتخفيف من آثار التغيرات المناخية. واستعرض الداودي مخطط الوكالة المستقلة للماء والكهرباء لأعمال التنمية المستدامة، وما تم تحقيقه من تقدم في مجال المسؤولية البيئية المجتمعية للمقاولة، إضافة إلى التزام الوكالة من أجل المناخ من خلال إبراز إرادتها للمساهمة في المجهودات الدولية و خاصة الوطنية لمكافحة تأثيرات التغيرات المناخية. وأوضح الداودي، أن من بين المشاريع الرائدة التي عملت الوكالة على انجازها، محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة لمدينة مراكش، التي تم تسجيلها من طرف الأممالمتحدة في خانة مشاريع آلية التنمية النظيفة، ومشروع التجفيف الشمسي لحمأ التصفية، مضيفا أن هذين المشروعين المعتمدين من طرف لجنة قمة المناخ "كوب 22″، يعتبران رؤية الوكالة الهادفة إلى تأمين خدمة تهدف إلى المحافظة على الموارد المائية وتجديدها. وأكد الداودي، أن محطة معالجة وإعادة استعمال المياه العادمة التي أنجزت على مرحلتين على مساحة تقدر ب 17 هكتار، تمكن من معالجة مجموع المياه العادمة للمدينة الحمراء أي ما يفوق 118000 متر مكعب في اليوم، مبرزا أن هذا المشروع الكبير الذي يندرج في إطار التنمية المستدامة للجهة، يشكل نموذجا متكاملا فيما يخص عملية تثمين المياه المصفاة والطاقة المنتجة داخل المحطة. وقال الداودي، إن هذا المشروع مكن من تعبئة ما حجمه 30 مليون متر مكعب من المياه في السنة كمصدر بديل ومتجدد، من أجل الاستجابة كذلك للطلب المتزايد على الموارد المائية خاصة تلك المتعلقة بالمشاريع الغولفية التي تقدر ب 20 مليون متر مكعب في السنة، مضيفا أن هذه المحطة تمكن من تثمين البيوغاز المنتج عن طريق عملية توليد الطاقة المتجددة بالمحطة والتي تقدر ب 11 جيغاواط/ساعة والتي يتم إنتاجها عن طريق نظام لإنتاج الميثان من حمأ التصفية مما يمكن من تقليص ما يفوق 62000 طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وأشار الى أنه من المرتقب إنجاز عملية تمديد لهذا المشروع خلال سنة 2017 لتبلغ قدرة المعالجة 143600 متر مكعب في اليوم أي بزيادة نسبة 35 في المائة على القدرة الحالية للمحطة وبالتالي إنتاج 14 جيغاواط/ساعة من الطاقة. وتوقف الداودي خلال هذا اللقاء، عند مشروع التجفيف الشمسي لحمأ التصفية، باعتباره أكبر وحدة للتجفيف على الصعيد العالمي، موضحا أن هذا المشروع الطموح يمتد على مساحة تقدر ب 10 هكتارات، بحيث سيتم إنجاز منصة للتدفئة مجهزة بأجهزة آلية تعمل على تدوير الحمأ والحمل الحراري. وأكد أن هذا المشروع الذي من المرتقب دخوله حيز العمل خلال شهر مارس من سنة 2018 بكلفة مالية بلغت 143 مليون درهم، سيمكن من معالجة أزيد من 215 طن في اليوم من حمأ التصفية مع اقتصاد يومي على الطاقة الحرارية بنسبة 120 ميغاواط/ساعة. وخلص الداودي الى أن الوكالة المستقلة للماء والكهرباء، ومنذ التزامها بعقود البرامج مع الدولة للفترات من 2010 إلى 2012 و2013 إلى 2016، دخلت دينامية جديدة من أجل التحسين المستمر لجودة خدماتها، مشيرا الى أنه من المرتقب أن توقع الوكالة مع الدولة عقدا جديدا يهم المرحة القادمة 2017-2021 ذات أهداف تقدر ب 5 مليارات من الدراهم (مبلغ الاستثمارات للمراحل الثلاث).