انعقد المنتدى الثاني للمدن التاريخية والثقافية، في مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة ستشوان جنوب غربي الصين، من 9 إلى 12 شتنبر الجاري، وذلك بمشاركة 4 مدن مغربية، الرباطوالرشيدية وزاكورة وأرفود. وينظم هذا المنتدى بالتناوب بين الصين والمغرب من طرف جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، وجمعية صداقة الشعب الصيني مع دول العالم، وجمعية ستشوان للصداقة مع بلدان العالم. وكان المنتدى الأول قد انعقد في شهر أكتوبر من السنة الماضية بمدينة الرباط. ويهدف المنتدى إلى التعريف بالمدن التاريخية والثقافية، والنهوض بالتعاون في مجال حمايتها، وتقاسم الخبرات في مجال التدبير وكذا تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين كل من مقاطعة ستشوان والجهات والمدن المغربية. وشارك في هذا المنتدى وفد مغربي يتكون من السادة عبد الله هناوي رئيس بلدية الرشدية، ولحسن واعرا رئيس بلدية زاكورة، وعبد السلام برجي رئيس بلدية ارفود، وهشام الأحرش كاتب مجلس مدينة الرباط، إلى جانب أعضاء من مكتب جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، ورجال أعمال، والفنانة التشكيلية الراشدي سعاد. وتميزت فعاليات هذا المنتدى بالتعريف بالمدن المغربية المشاركة في هذا الحدث وما تزخر به من حمولة تاريخية وثقافية وتراثية، وكذا بعض مدن مقاطعة ستشوان، إلى جانب إقامة ندوة حول العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث قدم الجانب المغربي عرضا عن المؤهلات الاقتصادية المغربية والمشاريع التي أنجزت في المجال وفرص الاستثمار والمميزات السياحية التي تزخر بها المملكة ومدنها. ونظمت للوفد المغربي زيارات لمدينتي يا آن المعروفة بحقول الشاي، وميشان، الواقعتين بمقاطعة سيتشوان، تم خلالها تبادل وجهات النظر وتقاسم الخبرات في مجال تدبير المدن مع مسؤولي هاتين المدينتين. وبالموازاة مع فعاليات هذا المنتدى أقيم معرض لصور جهة درعة تافيلالت ومعرض للوحات الفنانة التشكيلية سعاد الراشدي. وفي هذا الصدد، أكد عبد الله هناوي، رئيس بلدية مدينة الرشيدية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية مشاركة المدن المغربية في هذا المنتدى الذي يعنى بالمدن التاريخية والثقافية وتبادل الخبرات في مجال حماية معالمها والحفاظ على طابعها التاريخي، مبرزا أن هذه المشاركة تسهم في تعزيز التعاون اللامركزي بين الجماعات الترابية بكلا البلدين الذي يعد مكملا للتعاون القائم بين المغرب والصين في كافة المجالات. وأضاف أن هذا المنتدى شكل مناسبة لمسؤولي المدن المغربية المشاركة للاستفادة من التجربة الغنية للمدن الصينية في تدبير شؤون السكان خاصة ما يتعلق بتكنولوجيا المدن الذكية وما يرتبط بتدبير مرافق القرب، مشيرا إلى أن الحدث يفتح آفاقا واعدة للتعاون والشراكة بين مدن البلدين. وأشاد هناوي، في هذا الصدد، بالانخراط الفاعل لجمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية في دينامية تعزيز الشراكة والتعاون بين المدن المغربية ونظيرتها الصينية من خلال المساهمة في إحداث هذا المنتدى. كما أشار إلى أن التظاهرة كانت مناسبة لتقديم عرض حول المؤهلات التي تتمتع بها جهة درعة تافيلالت وباقي أقاليمها ومدنها، وأيضا الفرص المتاحة للاستثمار خاصة في مجالات المعادن والطاقة الشمسية والفلاحة ومحاربة التصحر، فضلا عن التعرف عن قرب عن ثقافة الشاي في مقاطعة سيتشوان وآفاق تنمية التعاون في المجال بين الجهتين. من جهته، أبرز محمد خليل، رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، عمق ومتانة علاقات التعاون والصداقة القائمة بين المغرب والصين، مذكرا بأن هذه العلاقات تعززت أكثر بعد الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية سنة 2016، والتي أرست شراكة استراتيجية تشمل مختلف المجالات. وأشار إلى دور المجتمع المدني والجماعات الترابية في تعزيز التبادلات والتعاون والشراكة بين البلدين، مشيرا إلى أن إحداث منتدى المدن التاريخية والثقافية وتنظيمه بالتناوب بين المغرب والصين يندرج في إطار هذه الرؤية الرامية إلى تعميق الشراكة وتبادل التجارب والخبرات بين مسؤولي الجهات والمدن بكلا البلدين. وكان الوفد المغربي قد شارك في المعرض الصيني العربي الرابع الذي انعقد الأسبوع الماضي في مقاطعة نينغشيا شمال غربي الصين، والذي شكل مناسبة للقاء عدد من المسؤولين الصينيين المحليين والتباحث معهم بشأن تعزيز التعاون بين المدن المغربية والصينية، وكذا التعريف بفرص الاستثمار التي يوفرها المغرب.