نظمت مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي الدورة الأولى للندوة العلمية الوطنية حول "التعريف بمناقب و قيم مولاي علي الشريف دفين مراكش سليل الدوحة العلوية المنيفة و رصد أهم إسهامات تراثه الفكري في صياغة معالم الهوية المغربية الأصيلة" و ذلك يوم السبت 27 يناير 2019 بالمركب الإداري و الثقافي محمد السادس باب إغلي بمراكش. عرفت الجلسة الافتتاحية حضور وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية و والي جهة مراكش أسفي ، فضلا عن مندوب وزارة الثقافة والاتصال و وممثل المجلس العلمي المحلي وعميد كلية الاداب والعلوم الانسانية عن جامعة القاضي عياض. وقد ترأست الدكتورة نعيمة المدني أستاذة علم الاجتماع و الأنتروبولوجيا بجامعة القاضي عياض ورئيسة اللجنة العلمية للندوة، هذه الجلسة الافتتاحية التي انطلقت بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها تقديم للأرضية العلمية للندوة باللغة الإنجليزية، و جاءت كلمة السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف و الشؤون الاسلامية منوها فيها بتنظيم هذه الندوة التي اعتبرها حدثا علميا مباركا جعله يستحضر تاريخ الشرفاء العلويين، الذين اتووا بالمحبة ودخلوا المغرب بكيفية سلمية وعملوا على رعاية ثقافة المغرب في اللباس والمعمار وغيرها من العوائد جعلتهم يلعبون دورا متميزا، ومن بينهم مولاي الشريف دفين مراكش الذي يعتبر شجرة مباركة من الدوحة العلوية المنيفة. كما جاء في كلمة رئيس مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي مولاي سلامة العلوي حرص المؤسسة من خلال هذا اللقاء العلمي على نشر قيم التربية و روح المواطنة و الوفاء لثوابت الأمة امتثالا للتوجيهات الملكية السامية، و الإسهام في صيانة الهوية المغربية الأصيلة و الحفاظ على الموروث الحضاري الذي تتميز به الشخصية المغربية عبر التاريخ من خلال الوقوف على شخصية مولاي علي الشريف دفين مراكش، كما أكد على طبيعة الهوية المغربية التي تركز على إشراك المواطن وجعله فاعلا في بلورة المشاريع الكبرى التي تعرفها المملكة. وقد عبر كل من المندوب الاقليمي لوزارة الثقافة و الاتصال وكذا ممثل المجلس العلمي المحلي عن تأكيد المؤسستين عن دعمها و مساندتها للحدث العلمي المبارك و استعدادها للانخراط الدائم في هذه المبادرة القيمة كي تحضا بالاستمرارية وتتحول إلى سنة حميدة، وقد اختتمت الجلسة الافتتاحية بمداخلة كلية الاداب والعلوم الانسانية لجامعة القاضي عياض الذي عبر عن استعداد الجامعة المغربية للانخراط في قراءة تاريخ الدولة العلوي المجيدة. وقد عرفت الندوة إدراج جلستين علميتين كانت أولاهما تحت عنوان"دور الدولة العلوية في ترسيخ معالم الهوية المغربية ، وقد افتتحت هذه الجلسة بمداخلة الدكتورة نعيمة المدني رئيسة اللجنة العلمية للندوة، التي اشتغلت على موضوع اكتمال الهوية المغربية من خلال خطب جلالة الملك محمد السادس عبر مقاربة سوسيوأنثربولوجية، حيث أكدت أن الهوية في تعريفها العلمي التركيبي لها نواة وحواشي ونواة الهوية المغربية ونقطة ارتكازها هي المؤسسة الملكية ومؤسسة إمارة المؤمنين، وبينت من خلال العديد من مقاطع الخطب الملكية على أن جلالته عمل على ترسيخ بعد شمولي للهوية المغربية بروافدها المختلفة في ظل الوحدة الوطنية التي تؤكد البعد( الواحدي) للهوية الأصلية السليمة كما حددها الفكر الوجودي، كما أكدت على أن جلالته ركز على أهمية التربية في صياغة الهوية المغربية وتفرد بمناداته بالحل التربوي للعديد من القضايا الوطنية والدولية. وقد عرفت هذه الجلسة مداخلة الدكتور مولاي هاشم العلوي القاسمي ألقاها عنه الدكتور عبد العزيز بلبكري في موضوع إضاءات حول بداية إمارة المؤمنين في المغرب، تلتها مداخلة الدكتور حميد المرزوقي متناولا مسألة ترسيخ الهوية الوطنية من خلال الخدمة العسكرية بالمغرب،أما الدكتور المهدي الكنسوسي فقد تطرق إلى موضوع الولاية و الخلافة لدى أهل المغرب و ارتباطها بأهل البيت النبوي الشريف، و اختتمت الجلسة بمداخلة الدكتور محمد أيت العميم في عرض حول نشأة الدولة العلوية من خلال كتاب محمد الصغير الإفراني. تناولت الجلسة الثانية موضوع "مناقب مولاي علي الشريف دفين مراكش و دورها في إرساء معالم الهوية المغربية" حيث جاءت المداخلة الأولى للأستاذ جعفر الكنسوسي و الذي تحدث عن الموقع الروحي لمولاي علي الشريف دفين مراكش، أما المداخلة التالية فخصت الدكتور أحمد البوكاري الشرقاوي الذي رصد موضوع الشرف و الأشراف في المجتمع و السياسة في المغرب ، ليقوم بعده الدكتور أحمد أعمالك بسبر أغوار السياق التاريخي للفترة التي عاشها مولاي علي الشريف المراكشي، كما تناول الدكتور عبد العزيز بلبكري المسألة المصدرية و إشكالية التأريخ لمولاي علي الشريف المراكشي، وجاءت آخر مداخلة للخبير عز الدين كرا الذي سلط الضوء على عمارة ضريح مولاي علي الشريف دفين مراكش في سياق العمارة العلوية. اختتمت أشغال الندوة بتلاوة البرقية المرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، ألقاها أمام الحضور مولاي سلامة العلوي رئيس مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي، و بعدها تم تنظيم زيارة إلى ضريح مولاي علي الشريف دفين مراكش من قبل المشاركين.