إذا زرت مراكش بالمغرب، فستلاحظ الحمير التي تؤدي دورًا مهمًا في الحياة اليومية وأعمال السكان المحليين، من خلال نقل الناس والبضائع في جميع أنحاء البلاد، ولكنك قد تتساءل، ما الذي يحدث لهذه الحيوانات اللطيفة عندما تصبح هرمة، وغير قادرة على العمل؟ يعتبر ملجأ "جرجير" الذي يقع في سفح جبال أطلس بالقرب من مراكش، ملاذًا للحمير والبغال الهرمة أو المريضة، أو التي تخضع للعلاج، ولا يقتصر دور العاملين فيه على تأمين السكن لهذه الحيوانات، بل يركزون أيضًا على تقديم الرعاية لها، وفقًا لموقع "ذا كالتشر تريب". ويهدف الملجأ للحدّ من إجبار الحمير على الإفراط في العمل، وحمايتها من سوء المعاملة، من خلال تقديم الخدمات التوعوية لأصحابها. وبينما تقضي الحيوانات المريضة أو الهرمة أيامها مسترخية هناك، تساعد الأصغر سنًا على جمع المال للملجأ، من خلال العمل بطريقة رحيمة، في حين يساعد الأطبّاء على تخفيف آلام الحيوانات التي لا يتوقع أن تعيش طويلًا، لجعل أيامها الأخيرة أكثر قابلية للاحتمال. ويعمل الملجأ بالتعاون مع SPANA، وهي مؤسسة خيرية عالمية لها فرع في مراكش، وتهدف لتحسين حياة الحيوانات العاملة، من خلال الرعاية البيطرية المجّانية أو المخفضة التكاليف، وتقديم التوعية لأصحابها. وتم تأسيس الملجأ عام 2011 من طرف الزوجان البريطانيان سوزان ماشين وتشارلز هانتوم، وبدعم من مؤسسة Machin الخيرية، وأطلق عليه اسم أعشاب الجرجير، التي كانت تغطي الأرض في فترة بنائه، وكان أول حيوان يتلقى الرعاية فيه هو الحمار اليتيم تومي، الذي ماتت أمه عام 2009، وبقي عامين في مؤسسة SPANA، قبل افتتاح الملجأ. وازدهر عمل الملجأ اليوم، إذ يحتضن عشرات من الحيوانات التي تحتاج إلى الرعاية، ويمنح كلًا منها اسمًا بمجرد وصوله، ليساعد العاملين على الارتباط عاطفيًا به، ويذكر أنه يوظف عمالًا محليين، للمساعدة على التغلب على الاختلافات الثقافية، وتوفير دخل للأسر المحلية. ونقل موقع العربي الجديد عن المصدر ذاته، ان زيارة الناس تؤدي للملجأ دورًا كبيرًا في زيادة الوعي والدعم المالي، إذ يتمكن الزوّار من التفاعل مع هذه الحيوانات اللطيفة، كما يمكن للأطفال دون سنّ العاشرة ركوبها، إذا كانت درجات الحرارة لا تتجاوز 34 درجة مئوية. ويساعد شراء الزوّار من المتجر وارتيادهم المقهى على دعم الملجأ، كما تحظى التبرعات بتقدير كبير، وتسمح بوضع خطط جديدة للتوسع، ورعاية المزيد من الحيوانات.