بمناسبة الذكرى ال 75 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، تم اليوم الثلاثاء بمدينة الصويرة، الافتتاح الرسمي لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، وذلك بحضور المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري. ويعتبر هذا الفضاء، الذي بلغت تكلفته الاجمالية 6, 1 مليون درهم، تمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومجلس جهة مراكشآسفي، والمجلسين البلدي والإقليميبالصويرة والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير . ويحتوي فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، على رواقين ومكتبة وقاعة للإعلاميات، بالإضافة إلى قاعات للمطالعة، والسمعي البصري، والتكوين، والاجتماعات، والبحث التاريخي، والأرشيف. ويضم الرواق الأول صور ملوك الدولة العلوية موضوعة بطريقة كرونولوجية، في حين يلخص الرواق الثاني (رواق الأحداث التاريخية المحلية والوطنية للمقاومة وجيش التحرير) مرحلة مهمة من تاريخ المغرب الحديث وهي مرحلة كفاح العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي من أجل الحرية والاستقلال، حيث يضم صورا تاريخية تعبر عن أهم الأحداث وأبرز الشخصيات التي عرفها تاريخ المقاومة وجيش التحرير، كما يحتوي الرواق على بعض بقايا عينات الأسلحة والأدوات الاتنوغرافية التي تؤرخ لنفس الفترة. وبهذه المناسبة، أكد الكثيري، في تصريح للصحافة، أن إحداث هذا الفضاء يروم صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية للمقاومة وجيش التحرير، وجعله بمثابة فضاء لإشاعة ثقافة الوطنية والمواطنة في صفوف الناشئة والشباب، والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الذي يزخر بتاريخه المجيد. وأضاف أن هذا الفضاء يهدف، أيضا، اطلاع المواطنين على تاريخ المقاومة والتضحيات الجليلة التي بذلها أعضاء جيش التحرير والمقاومة إلى جانب جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه والأسرة العلوية الشريفة ضد الاستعمار في سبيل نيل الحرية والاستقلال، مشيرا إلى أن هذا الفضاء من شأنه تعزيز البحث حول تاريخ المقاومة بهذا الإقليم مما من شأنه العمل على تثمين التراث الوطني للمقاومة. وفي سياق متصل ، عقد الكثيري، الذي كان مرفوقا على الخصوص بعامل إقليمالصويرة عادل المالكي، بمقر عمالة الإقليم ، لقاء تواصليا مع أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، أكد من خلاله أن تدشين هذا الفضاء يتزامن مع احتفال الشعب المغربي بالذكرى ال 75 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، هذا الحدث التاريخي الذي شكل منعطفا حاسما ومفصليا ومعلمة نضالية في ملحمة الكفاح الوطني الذي قاده أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بإلتحام وثيق مع الشعب المغربي وقادة الحركة الوطنية وطلائعها في سبيل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وتميز هذا اللقاء، على الخصوص، بتسليم وسام الكفاءة الوطنية من درجة ضابط لذوي حقوق الشهيد مبارك بلمختار بلعربي، بالإضافة إلى تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.