صارت مظاهر البادية منتشرة بشكل مستفز وسط احياء مدينة مراكش، التي يراد ان تصير "الحاضرة المتجددة" وفق برنامج طموح، يصطدم بعراقيل عديدة، بسبب الحياد السلبي للسلطة في بعض الاحياء وتواطؤ بعض رجالها، على غرار ما يقع في حي اسبتيين بالمدينة العتيقة لمراكش. ويتساءل سكان حي اسبتيين عن المسؤول على الفوضى الذي يعيشها الحي، من طرف الباعة المتجولين الذين وجدوا ضالتهم في الحي، حيث يحتلونه يوميا ابتداء من الساعة الرابعة عصرا حتى حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، ما يحوله لقطعة من البادية بسبب كثرة الدواب ومظاهر الفوضى الموازية. ولا يسلم التجار ولا المواطنون من ساكنة الحي من مضايقات الباعة والعربات المجرورة التي تركن من طرفهم ، الى جانب دوابهم التي ترتع في أنحاء الحي بين السكان، وأمام عدسات السياح الأجانب الذين يندهشون من المنظر المستفز، علما أن الساحة توجد بالممر السياحي الرابط بين جامع الفنا وباب الدباغ، فضلا عن ما تتعرض له النساء يوميا من التحرشات من طرف بعض الباعة المتجولين. وتأتي هذه العربات غالبا من أماكن بعيدة من قبيل عين إيطي والفخارة، وتحتل المكان رغم انف الساكنة ورغم الشكايات المتعددة للسلطات، حيث تكتفي الأخيرة بإطلالة محتشمة لدر الرماد في العيون وفق وصف الساكنة، كما أن هاته الإطلالة تسبقها مكالمات هاتفية لإفراغ الساحة، ما يستوجب تدخلا ولائيا لحث السلطة على التحرك بشكل وازن ورفع الضرر على المواطنين.