أعلنت رئاسة المؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 24) مساء اليوم السبت أنه تم اعتماد الوثيقة الختامية للمؤتمر ، أو ما يعرف ب" حزمة كاتوفيتشي". وتشكل الوثيقة النهائية بمثابة "خارطة الطريق" لبلورة وتنفيذ اتفاق باريس لعام 2015 ،و تم نشر مشروع الوثيقة النهائية مساء السبت ،بعد أن أعلنت الرئاسة نفسها في وقت عن تأجيل البت النهائي في الوثيقة قبل أن تتراجع بعد وقت وجيز وتعلن عن اعتمادها. وفي حوالي الساعة العاشرة من مساء اليوم نظمت جلسة خاصة لتقديم " حزمة كاتوفيتشي" ترأسها رئيس المؤتمر ميشال كورتيكا ،الذي أعلن عن اعتماد الوثيقة النهائية في غياب بعض الجهات المعارضة لبعض مضامين الوثيقة . وتتضمن "حزمة كاتوفيتشي " آليات "خارطة الطريق" لتنفيذ اتفاق باريس لعام 2015 ،وهو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ، الذي تجاوبت معه دول العالم والتزمت باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف ظاهرة الاحتباس الحراري في درجتين مئويتين ، وإذا أمكن 1.5 درجة مئوية . كما تؤكد الوثيقة على أن الحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون يعتبر السبيل الوحيد لمكافحة تغير المناخ ،وتشير أيضا الى حتمية امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الموارد الطبيعية الحية. وقال رئيس المؤتمر ميشال كورتيكا أن بلوغ التوافق كان في البداية بعيد المنال ،قبل أن تكلل جهود الدول المشاركة في مؤتمر (كوب 24) بالنجاح مراعاة للمصالح الدولية كما للمصالح الوطنية. وأضاف في هذا السياق أن الكل استرشد في اتخاذ القرار بإحساسه بالإنسانية والالتزام بما فيه مصلحة كوكب الأرض ، الذي يحمينا ويمنحنا الغذاء ويؤمن ذلك للأجيال القادمة . واعترف كورتيكا أنه عندما يكون هناك ممثلو 200 دولة تحت سقف واحد ، فليس من السهل الاتفاق على عقد تقني مفصل، و في ظل هذه الظروف تعد كل خطوة إلى الأمام "إنجازا عظيما" ،ومن حسن حظ المجتمع الدولي أن الدول المشاركة في المؤتمر قامت بإجراء آلاف الخطوات من أجل إخراج "حزمة كاتوفيتشي " الى الوجود . وكان مؤتمر المناخ بكاتوفيتشي قد انطلق رسميا يوم الثاني من دجنبر الجاري ، وكان من المقرر انتهاء الفعالية يوم أمس الجمعة ، إلا أنه تم تأجيل الاختتام الحدث الدولي بسبب المفاوضات بشأن بعض مضامين الوثيقة النهائية. وجرت المفاوضات مساء اليوم مع تركيا التي طالبت بإزالتها من قائمة مجموعة الدول المتقدمة والانضمام إلى الدول النامية لتسهيل الحصول على المساعدات المالية، ،وهو المطلب الذي سبق وأن تقدمت به قبل الإنطلاق الرسمي لمؤتمر الأطراف الرابع والعشرين ، لكن الأطراف اتفقت على أن هذه المسألة ستكون موضوع مشاورات خلال المؤتمر، نفس الطلب تقدمت به تركيا وكان السبب في تأخر اختتام مؤتمر (كوب 21) في باريس قبل ثلاث سنوات. وفي وقت سابق من اليوم السبت ، عرقلت البرازيل المفاوضات ،والتي طالبت بحلول أكثر ملاءمة لنفسها في آلية السوق الدولية ومواجهة انبعاثات غازات المسببة للاحتباس الحراري بعد عام 2020 ، وهذه الآلية منصوص عليها في المادة 6 من اتفاق باريس.