ودع الاعلامي المعروف رشيد الصباحي، زميله الراحل "عمر بلشهب" بكلمات مؤثرة، بعد الاعلان عن وفاته امس السبت 24 نونبر بعد مسيرة حافلة بالعطاء. وقال الاعلامي "رشيد الصباحي" ان الجسم الاعلامي فجع وصدم، وكادت قلوب المهنيين ان تنفطر من الحزن إثر خبر الوفاة الذي كان الصاعقة على النفوس، بعد رحيل الزميل عمر بلشهب رحمه الله واسكنه فسيح جناته. وقال الصباحي، "إننا اليوم نودع اخ عزيزا وصديقا اثير على نفوس"، مشيرا ان الاذاعي والاعلامي المتميز عمر بلشهب، الذي قضى اكثر من ثلاثة عقود في عمل ذؤوب مستمر لا يكل فيه و لا يمل، كانت تصحبه روحه المرحة وانتاجه الغزير وقدرته المتميزة على استنباط الافكار وابتكارها لاعداد برامج غير مسبوقة. وعمل الراحل يضيف الصباحي، منذ اواسط الستنيات بالاذاعة المغربية في الادارة تم الانتاج الاذاعي والتلفزيوني، الى أن أهلته قدراته ومواهبه الى ان يحظى بترقية ادارية ومهنية متميزة، حيث اختير ليكون مديرا لاذاعة وجدة، وعمل بهذه الاذاعة لمدة ربع قرن كان فيها نعم القائد للسفينة، ولا يذكره زملاؤه الا ويشكرونه ويثنون على سجاياه واخلاقه ومهنيته، وقد ترك في المدينة قبل مغادرتها لتحمل مسؤولية إدارة اذاعة فاس، اصدقاء بكوه وهم يفارقونه، لما جمع بينهم من مودة ومحبة وانسجام. ويضيف الصباحي، أن الراحل انتقل الى فاس وترك فيها بصمته المتميزة، ووطد علاقته مع اصدقائه وزملاؤه وكل من عرفوه، وبقي ذالك الانسان الذي يحرص على كسب ود الاصداقاء، في توجه اجتماعي كان ينفرد به، ومن فاس انتقل الى مدينة مراكش، التي اختارها لتصبح مسكنه الى ان وافته المنية يوم أمس السبت 25 نونبر 2018. الاستاذ بلشهب رحمه كان بالاضافة الى حسن تدبيره الاداري رجل افكار متميزة يضيف الصباحي، وارتبط اسمه ببرامج متعددة كانت بعضها غير مسبوقة، وطبعها ببصماته، وكان اسمه يرتبط خصوصا ببرنامجه المتميز الذي كانت تقدمه اذاعة وجده، الموجه للجالية المغربية في الخارج، والذي كان يقدمه الراحل يحي البولالي، ثم البرنامج الفني الذي كان يقدمه الفنان عز الدين منتصر باذاعة فاس، وكان نفسه قد قدم قبلها برامج بالاذاعة الوطنية، على عهد كبار الاذاعين من قبيل، احمد اليعقوبي، ومحمد بن دادوش، ومحمد الحاج بناصر، وغيرهم كثير. وقد جايل الراحل نخبا متعددة من الاعلاميين، وربطته بهم وشائج المحبة والاخلاص والوفاء، ولم يكن في يوم من الايام يتبرم من احد او يشكو من تصرف اخر، او يعاتب عتابا مرا، بل كان حتى في عتابه طيبا لينا طيب المعشر. واضاف الصباحي أن تعرف على الراحل في وجدة، وكانت الظروف تجعله يلتقي به في العديد من المناسبات، حتى توطدت العلاقة ثم عرفه اكثر في مدينة مراكش، حين التحق رشيد الصباحي في 2007 بالعمل في احدى الاذاعات الخاصة، وكان اللقاء يوميا في المدينة الحمراء، وحتى بعد عودة الصباحي للرباط، كان دائم الالتقاء بالراحل في مراكش خلال زيارته، مشيرا ان الراحل كان يحرص على تأكيد ما يربطهما من مودة، كما كان يفعل مع الجميع، والذي كانوا يحترمونه ويقدرونه. ووصف الصباحي رحيل الاعلامي عمر بلشهب ب"الخسارة الانسانية" اولا واخيرا، ثم بالخسارة المهنية، مستحضرا تاريخا من الذكريات الحافلة بالعمل الذؤوب وبالمغامرات المهنية والانسانية والاجتماعية، التي كانت تستهوي الجميع حين كان يرويها الراحل في جو من المرح الذي كان يطبع شخصيته. وقال الصباحي ان اللسان يعجز عن التعبير والتأبين لرجل عظيم بشخصيته وسلوكه وقدرته على جذب الاحترام له، مشيرا أن الراحل سيترك في نفسه ولدى كل من عرفه فراغا كبيرا، مضيفا انه لا يتصور المجيئ لمراكش دون ان يجد الراحل في استقباله، او يلتقي به في المقهى المعتادة او خلال الجولات التي غالبا ما تقودهما لساحة جامع الفنا، داعيا في الختام للفقيذ بالمغفرة، وان يتغمده الله عز وجل بواسع رحمته و يدخله فسيح جناته.