كشفت المعطيات التي توصلت لها "كش24″، عن أرقام صادمة تعري الفشل الكبير للقرار الذي اتخذته وزارة الثقافة المغربية، بخصوص رفع اسعار تذاكر ولوج المآثر التاريخية. ووفق ما وثقته "كش24" بمساعدة من مهنيي السياحة بمراكش، فإن وزارة الثقافة تسببت في حرمان قرابة 3 الاف سائح يوميا من زيارة المآثر التاريخية بمراكش، والتسبب في خسارة مجموعة كبيرة من وكالات الاسفار التي وجدت نفسها مجبرة على دفع قيمة الفرق بين الاسعار المتفق عليها سلفا مع السياح الوافدين، والاسعار الجديدة التي وصفت بالمبالغ فيها والغير معقولة، من طرف ارباب ومسيري وكالات الاسفار الاجنبية والوطنية وجل مهنيي القطاع السياحي. وتشير المعطيات ان نسبة زوار المآثر التاريخية بمراكش، تقلصت بنسبة تفوق 60 في المائة، حيث تشير الاحصائيات الغير رسمية الى بيع قرابة 14600 تذكرة فقط منذ فاتح غشت، تاريخ الشروع تطبيق التسعيرة الجديدة من طرف وزارة الثقافة، والى غاية صباح يومه الخميس 9 غشت، اي معدل 3600 تذكرة لكل معلم تاريخي من المعالم والبنايات التاريخية الاربعة، التي تستقبل الزوار حاليا وتستأثر باستقطاب السياح عادة. وباحتساب الفترة التي مضت، منذ دخول التعديلات الجديدة في اسعار تذاكر ولوج المآثر التاريخية الى يومه الخميس 9 غشت، فإن كل واحد من متحف دار سي سعيد و قصر الباهية وقصر البديع وقبور السعديين، لم يستقبلوا سوى قرابة 400 زائر يوميا بعدما كان الرقم يتجاوز 1000 زائر تقريبا وفق شهادات مهنيين واحصائيات غير رسمية. تذكرة بتاريخ 1 غشت اول ايام زيادة اسعار الولوج ويبدو من خلال هذه الارقام والمعطيات، ان وزارة الثقافة وباعتبار الزيادة التي ناهزت 700 في المائة، لم تخسر شيئا رغم تقلص عدد الزوار بل ضاعفت نسبيا ارباحها الى حدود الضعف واحيانا اكثر، لكن في المقابل وجهت ضربة قاضية للسياحة ولمجهودات وزارة السياحية والمهنيين للتسويق لوجهة مراكش والمغرب عموما، خصوصا إذا علمنا أن وكالات اسفار عديدة الغت زياراتها بسبب الزيادة المذكورة، او حولت وجهتها نظرا للزيادة التي لا تتناسب مع هامش الربح المعول عليه بناء على تعاقدها مع السياح من قبل، بينما يتوقع مهنيون ان يحين دور وزارة الثقافة لحصد نتائج قرارها الغير منطقي، في فترات الركود السياحي و الاقتصادي، والذي قد يجعل معالم مهمة و تاريخية من قبيل "قصر الباهية" لا يتجاوز زوارها بضع عشرات من المحظوظين والسياح من ذوي الدخل المرتفع. وكان مهنيون في قطاع الارشاد السياحي بمراكش، قد عبروا عن صدمتهم وصدمة عدد من السياح الاجانب من رفع تسعيرة ولوج المآثر التاريخية، بنسبة ناهزت 700 في المائة، حيث ارتفع ثمن تذكرة ولوج بعد المباني التاريخية من 10 الى 70 درهما، وقالوا في تصريحات متفرقة ل"كش24′′، أن التسعيرة المذكورة من شأنها التاثير على نسبة الاقبال، على المآثر التاريخية بمراكش وباقي مدن المغرب، ما قد ينعكس سلبا على القطاع السياحي ككل بالمملكة. تذاكر ولوج بتاريخ 9 غشت وكانت وزارة الثقافة قد أوضحت في بلاغ لها شهر أبريل الماضي، انها أخبرت وزارة السياحة والفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار منذ بداية سنة 2018 بهذا الإجراء الذي دخل حيز التنفيذ في شهر غشت الجاري، مشيرة الى ان قامت بتصنيف المباني التاريخية والمواقع التابعة لها إلى ثلاثة أصناف "تم تحديد تعريفة زيارتها من قبل السياح الأجانب في 50 درهماً (حوالي 5 أورو) بالنسبة إلى الفئة الأولى، و60 درهماً بالنسبة إلى الفئة الثانية، و70 درهماً، بالنسبة إلى الفئة الثالثة، مع الإشارة إلى أن "هذه التعريفة تبقى ضئيلة مقارنة بتلك المطبقة في العديد من الدول المجاورة". وأضافت الوزارة أنها إحتفظت بنفس التعريفة بالنسبة للزوار المغاربة (10 دراهم) مع مجانية الزيارة خلال يوم الجمعة من كل أسبوع والأعياد الوطنية واليوم الأول من الأعياد الدينية بمقتضى هذا القرار، إضافة إلى مجانية زيارة المواقع الأثرية والتاريخية لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة"، إيماناً منها بضرورة التشجيع على زيارة المآثر والمواقع التاريخية.