مع حلول صيف جديد بمراكش تعلو الى الواجهة، في كل مرة، الحاجة الى مراحيض عمومية تكفي لسد حاجيات وفودها لهذه المرافق الضرورية بمدينة تشكل وجهة رائدة لاستقبال السياح على مدار السنة. حاجة الزوار والساكنة الى مراحيض عمومية، والتي وان وجدت تكون في حالة عفن مزرية، تجعل من أركانها المستترة وغير المستترة ملاذا لكل ذي حاجة ملحة، لتصبح روائح المخلفات البشرية علامة مسجلة بممرات حيوية، وجنبات طرق محورية بالمدينة، بل وأحيانا حتى فضاءات الحدائق لاتسلم من الروائح الكريهة المنبعثة. الأمثلة لا تعد ولاتحصى ولا تستثني مكانا دون آخر، لاسيما بأبواب السور المحيط بالمدينة العتيقة بدء من "باب الخميس"، "باب الدباغ" "باب هيلان، " "باب أحمر" ، "باب الملاح" " باب دكالة " واللائحة تطول لتشمل أيضا الجنبات المحاذية لمسجد الكتبية وغيرها من الأماكن التي تشهد اقبالا للسياح، وماخفي بقلب المدينة هو أعظم. فبوسط المدينة، بعيدا عن جنبات السور وأبوابه، غالبية المتجولين يلجأون الى المراحيض الخاصة بالمطاعم أو بالمساجد ان توفرت، والذين يستاؤون بدورهم، من تحمل وابلات غياب المراحيض العمومية، مع اقبال الراغبين في التخلص من ضغط حاجياتهم البيولوجية، أكثر من الزبائن والمصلين، ليلخص أحدهم ، أشكال المعاناة بسبب غياب المراحيض بمراكش بالمثل القائل " المزوق من برا أش خبلرك من الداخل". أمينة السامي