لا زال لغز مقتل مستثمر أجنبي بمراكش، دون حل بعد أزيد 5 اشهر عن الجريمة التي راح ضحيتها على يد مجهول وصف ب"المتشرد" عقب الواقعة. ولم تتوصل مصالح الامن بمراكش إلى حدود اليوم الى هوية قاتل المستثمر فرنسي الذي كان يقيم قيد حياته بمراكش، و الذي لفظ أنفاسه الاخيرة بالمركز الاستشفائي الجامعي بمدينة تولوز الفرنسية في 3 مارس الماضي، بعدما نقل إليها من مراكش لاستكمال العلاج. وحسب ما جاء على لسان "ارنو فولتران" شقيق الضحية "باسكال"، فإن عائلة القتيل لا تزال تحت الصدمة وترفض استقبال العزاء فيه، قبل فك لغز الجريمة المروعة واعتقال الجاني، مؤكدة على متابعتها الدقيقة للقضية ووقوفها رفقة محامين فرنسيين الى غاية حل لغز الجريمة. وعلاقة باسباب الجريمة، قال شقيق الضحية في تصريح لجريدة "لاديبيش" الفرنسية، انه استغرب لما جاء في الصحافة المغربية بخصوص إحتمال كون الجريمة تدخل في اطار تصفية الحسابات، مؤكدا انه يعمل مع شقيقه الراحل في المطعم منذ افتتاحه سنة 2004، وقد حرصا على عدم السماح بمجموعة من السلوكات التي تشهدها مقاهي ومطاعم اخرى في المدينة الحمراء، كالمخدرات او الفتيات المشبوهات، او اي نشاط كان من شأنه ان يدخل ادارة المطعم في مشاكل او حسابات مع اي جهة. وعن تفاصيل ما وقع في تلك الليلة الدامية، روى شقيق الضحية نقلا عن ما جاء على لسان زوجة شقيقه المقتول، والتي كانت حاضرة خلال الواقعة، ان الجاني اقتحم المنزل عبر النافذة وصعد الى الطابق العلوي وهاجم الضحية الذي كان مستغرقا في النوم، بينما حاولت زوجة الضحية مساومته بالمال حماية لنفسها ولابنتها البالغة من العمر 7 سنوات، وهو ما لم يحل دون تعرضها لكدمات وجروح على مستوى الوجه و اليد خلال مقاومته في البداية، قبل ان تتمكن من الفرار والشروع في الصراخ وطلب النجدة في زقاق مجاور للمنزل. وبخصوص أوصاف الجاني، وصفت زوجة الضحية المعني بالامر بأنه قد يكون متشردا بدون مأوى وأنه بدون أسنان، وتفوح منه رائحة قوية ، لنوع من المخدرات التي يستعملها المتشردون الذين يعيشون في الخارج، وقد مكنت هذه الاوصاف التي جاءت على لسان الزوجة، مصالح الامن بمراكش من الوصول الى صورة روبوت افتراضية للجاني. وقد استغرب شقيق الضحية من عجز السلطات الامنية بمراكش عن التوصل الى الجاني طيلة هذه المدة، مشيرا في الوقت ذاته، الى انه يعيش منذ سنوات طويلة بالمغرب، و يعرف ان الجرائم من هذا النوع تنتهي دوما باعتقال الجاني من طرف السلطات المغربية، التي اثبتت اكثر من مرة نجاعتها في هذا الجانب، و هو الامر ذاته الذي يحز في نفسه لان قضية مقتل شقيقه كانت الاستثناء، ما جعلهم يرفضون تقبل التعازي فيه طالما الجاني حر طليق. ونقلا عن المصدر ذاته، فقد التقت المحاميتين شارلوت ليفي وزميلتها ماجدة لوكيلي من هيئة مكناس مؤخرا بمسؤولين من النيابة العامة بمراكش والذين أكدوا للمحاميتين أن العديد من التحقيقات جارية من اجل العثور على الجاني، وان مصالح الامن مصرة على الوصول الى الدافع الغامض لعملية القتل التي هزت الجالية الفرنسية في مراكش، والتي تعتبر الأكبر في المدينة الحمراء . وكان الضحية الفرنسي البالغ من العمر 50 سنة، والذي قرر الاستقرار بمراكش منذ ازيد من 20 سنة، والاستثمار في المجال السياحي من خلال افتتاح مطعم قريب من محطة القطار بقلب جيليز قبل 14 سنة، قد تعرض للاعتداء الجسدي الخطير في 18 فبراير الماضي، بواسطة آلة حادة هشمت جمجمته، وخلفت جرحا غائرا سالت منه دماء كثيرة، إستدعت نقله على وجه السرعة إلى إحدى المصحات الطبية الخصوصية بالمنطقة السياحية أكدال، في وضعية صحية جد حرجة لتلقي العلاجات الضرورية. ووفق المعطيات التي توصلت بها "كش24" آنذاك، فإن مجهولا اقتحم منزل الضحية، في وقت متأخر من الليل، ثم هوى عليه بواسطة فأس على مستوى الرأس، في الوقت الذي كان يغظ في نوم عميق بجوار زوجته التي تمكنت من الفرار رفقة ابنتها، بعد اصابتها بجروح طفيفة، لحظة مقاومة المعتدي، والذي غادر المنزل المتواجد بالقرب من مستشفى ابن طفيل بمراكش الى وجهة مجهولة . ويذكر أن السلطات الفرنسية الفرنسية دخلت على خط جريمة القتل المروعة التي باشرت بخصوصها عناصر الشرطة القضائية تحرياتها من أجل الوصول الى منفذ الجريمة ، حيث وفرت مجموعة من المعلومات والشهادات المتعلقة بالضحية، بعدما كانت لا تتوفر في البداية على قدر كافي من المعطيات حول المستثمر الاجنبي الذي يتواجد بمراكش منذ سنوات طويلة، وفق ما نقلته صحيفة "لوباريسيان" الفرنسية . وقد استغربت الصحافة الفرنسية والمحلية بمدينة تولوز التي ينحدر منها الضحية، عن سر التأخر في فك لغز هذه الجريمة من طرف مصالح الامن بمراكش، خصوصا و ان فرضية تورط متشرد كانت توحي بإن اعتقاله لن يأخذ وقتا طويلا، علما أن أسباب إقتحام منزل القتيل لا زالت مجهولة بينما تحاط القضية بتكتم شديد من طرف السلطات المغربية حسب وصف الاعلام الفرنسي.