حولت عقود من التسلق جبل إيفرست إلى أعلى مكب للنفايات في العالم، حيث يغض المتسلقون أنظارهم عن البصمة "المثيرة للاشمئزاز" التي يتركونها وراءهم. وتملأ الخيام ومعدات التسلق المتروكة والعبوات الفارغة وحتى الفضلات البشرية، الطريق المحاذي للقمة التي يصل ارتفاعها إلى 8848 مترا. ومع ارتفاع عدد المتسلقين لأعلى قمة في العالم، والذي بلغ حوالي 600 شخص حتى الآن هذا العام، تفاقمت المشكلة، حيث قال بيمبا دورجي شيربا، الذي وصل إلى قمة إيفرست 18 مرة، لوكالة فرانس برس، إنه "أمر مثير للاشمئزاز.. الجبل يحمل أطنانا من النفايات". وفي الوقت نفسه، فإن ذوبان أطنان من الجليد بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري يفضح النفايات التي تراكمت على الجبل منذ أن نجح، إدموند هيلاريو، وصديقه، تينزينج نورجاي، في تسلق جبل إيفرست لأول مرة قبل 65 عاما. وفي إطار الجهود المبذولة لخفض كميات النفايات، قامت نيبال قبل 5 سنوات، بفرض غرامة قدرها 4 آلاف دولار على كل فريق من المتسلقين، يتم ردها إذا قام كل متسلق بنقل ما لا يقل عن 8 كغم من النفايات عن الجبل. وعلى الجانب التبتي من جبال الهيمالايا، يتعين على فرق التسلق دفع مبلغ مشابه بالإضافة إلى غرامة 100 دولار إضافية للكيلوغرام الواحد في حال عدم تنفيذ المهمة. وفي الموسم الحالي، تم خفض كمية النفايات، مع قيام نصف المتسلقين تقريبا بسحب الكميات المطلوبة من النفايات، وفقا للجنة. لكن ما يزيد المشكلة تعقيدا، أن بعض المسؤولين يقبلون رشاوى من أجل غض البصر عن المتسلقين، حيث كشف شيربا أنه "ليس هناك ما يكفي من المراقبة في المخيمات في المناطق العالية لضمان بقاء الجبل نظيفا". وقامت شركة "آسيري تريكينج" (Asian Trekking)، التي كانت تدير برنامج "Eco Everest Expeditions" على مدى العقد الماضي، بانتشال أكثر من 18 طنا من النفايات، بالإضافة إلى حصة المتسلق من النفايات التي يبلغ وزنها 8 كيلوغرامات. وأفادت صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية، في الشهر الماضي، بأن فريق تنظيف يضم 30 شخصا، تمكن من انتشال 8.5 طن من النفايات من المنحدرات الشمالية. المصدر: ديلي ميل