وسط أجواء روحانية ، مفعمة بالخشوع و التضرع للعلي القدير ، احتضن مسجد الكتبية التاريخي صلاة التراويح و صلاة التهجد ليلة 11 يونيو الجاري التي توافق ليلة السادس و العشرون من شهر رمضان ( ليلة القدر ) بحضور حوالي خمسة و ستون ألف شخص حسب اللجنة المنظمة و السلطات المحلية ، خلف الامام وديع شاكر بصوته الشجي الذي يضفي على المكان رهبة و سكينة. وظل مسجد الكتبية يستقبل طيلة شهر رمضان حشود كبيرة من مختلف أحياء المدينة و ضواحيها ، بل هناك من يفد من المدن المجاورة ، للاستمتاع بصوت المقرئ وديع شاكر ، الذي يتردد صداه وسط الحديقة المجاورة للمسجد الموحدي ، بل يمتد أحيانا إلى وسط الساحة العالمية وجنباتها ، حيث يتوقف نبض الساحة لفسح المجال للاستماع للقران ، الامر الذي يثير فضول العديد من السياح وهم يلتقطون صورا لصفوف المصلين التي امتدت خارج المسجد . حيث يمتلئ الفضاء المحيط بالمسجد بعشرات المصلين الذين يتوافدون لأداء صلاة العشاء والتراويح، وتلبية نداء الواجب الديني ، في جو إيماني ، يتضاعف ليلة القدر ، نظرا لما تشكله هذه الليلة لدى المسلمين ( خير من ألف شهر ) من ارتباط وثيق بدينهم الحنيف . ما انتهت صلاة التراويح التي تميزت بحضور والي جهة مراكش و الوفد المرافق له ، في أجواء رسمية ، حتى استأنفت لجنة التنظيم ، التي يتناول أعضائها وجبة الافطار بالمسجد استعدادا لاستقبال المصلين ، كخلية نحل استعداداتها لصلاة التهجد ، على الساعة الواحدة صباحا ، لا تترك شيئا للصدفة ، بمشاركة عناصر الامن و القوات المساعدة ، الوقاية المدنية و أطر الهلال الأحمر ، فضلا عن أعضاء اللجنة الذين هيأوا طيلة الشهر الفضيل ظروف الراحة لضيوف المسجد . و يذكر أن ليلة القدر تعرف ارتفاعا ملحوظا في عدد المصلين ، داخل المسجد التاريخي و الأماكن المحيطة به ، حسود المصلين رجالا و نساء يتضرعون للمولى عز وجل ، على إيقاع صوت وديع شاكر الشجي الذي يضفي على الفضاء خشوعا و سكينة ، حيث استطاع المقرئ المراكشي بصوته العذب جذب رواد صلاتي التراويح و التهجد من مختلف المناطق و الاحياء بمراكش .