في مراكش، كما في غيرها من مدن المملكة، يتنافس المصلون في التراويح، مصداقا لقوله تعالى "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". في مساجد مراكش التي تمتلئ عن آخرها خلال شهر رمضان المبارك، ترى المصلين يتسابقون بعد كل مغرب في اتجاه مساجد مراكش التي يتواجد بها مقرئين داع صوتهم على المستوى المحلي والعربي، وخلال هذا الشهر المبارك يصبح المسجد التاريخي الكتبية قبلة لاهل مراكش سواء داخل المدينة ومن أحوازها، فقط لأن شيخا اسمه وديع شاكر بصوته الناعم يبث الخشوع في نفوس المصلين، فتراهم يتسابقون إلى الخيرات، وصلاة التراويح أم الخيرات دنيا وآخرة. "كش24" تعيد الوصل مع قراء، اعتبروا أصوات السماء، منهم وديع شاكر، وعبدالرحمان النابولسي، وآخرين، وتخصص حيزا للحديث عن مسارهم الديني، وحكاياتهم مع صلاة التراويح. الحلقة 5 : عروض تنهال على وديع بفضل جاذبية صوته لصلاة التراويح داخل المغرب وخارجه استطاع وديع شاكر أن يحقق نجاحا غيرَ مسبوق خلال شهر رمضان، بعد أن جعل مسجد الكتبية قبلة لآلاف المصلين خلال صلاة التراويح، فمع اطلالة هذا الشهر الفضيل يشغل المقرئ وديع شاكر امام مسجد الكتبية المراكشيون بفضل جاذبية صوته وقدرته على النفاذ إلى الأفئدة، مما مكنه من منافسة نجوم الكرة والرياضة والسياسة في جلب محبين. رغم تكوينه العلمي في المرحلة الثانوية والقانوني في المرحلة الجامعية بكلية الحقوق التابعة لجامعة القاضي عياض، إلا أنه حفظ كتاب الله، و لم يكن يتصور يوما أنه سيصبح إماما لصلاة التراويح. تعلقه بمسجد مولاي اليزيد بحي القصبة الذي ترعرع فيه، ومسجد الكتبية التاريخي الذي يؤم فيه المصلين للسنة السابعة على التوالي خلال صلاة التراويح، جاء بعدما انهالت عليه مجموعة من العروض لامامة المصلين في صلاة التراويح بكل من مدينة الدارالبيضاء وأكادير وخارج المغرب بفرنسا وبلجيكا ومصر، وكانت أول دعوة له لإقامة التراويح، تلقاها من قبل الجالية الفرنسية بباريس، إلا أن إصراره على البقاء بمراكش يرجع إلى رغبة والديه، كما يصعب عليه مفارقة الأجواء الربانية والروحانية التي كان يجدها بمسجد مولاي اليزيد بحي القصبة قبل إغلاقه لإعادة ترميمه. وفي الوقت الذي يروج البعض استفادة المقرئ وديع شاكر ماديا من إمامة المصلين بمسجد الكتبية، بل هناك من يتحدث عن هبات مالية وامتيازات أخرى، يؤكد أحد أعضاء اللجنة الذين دأبوا على تنظيم صلاة التراويح بمسجد الكتبية التاريخي، أن وديع لم يتلق أي دعم من أية جهة كيف ما كانت، بل رفض العديد من العروض التي تقدمت له، مقابل تعويض مادي له ولرفاقه للانتقال خارج المدينة، وفضل مدينته ومسجد الكتبية لما يرمز له من قيمة تاريخية . يقول وديع شاكر خلال حديثه ل"كش24″ أن حسن تلاوة القرآن الكريم هبة من الله في أول الأمر، و يمكن اكتسابها بالتعلم، حيث هناك العديد من القراء يتلون بصيغة مسترسلة بسيطة في أدائهم إلا أنك تحس بالخشوع معهم، وبالقرآن الكريم يصلك من القلب إلى القلب.