شن القيادي السلفي حماد القباج هجوما على القناة الثانية المغربية بسبب وثائقي بثته حول التعبير عن الحب والعلاقات الجنسية، متهما إياها بأنها تمارس الإرهاب، وبأنها “توسع دائرة التطبيع مع الفاحشة في المجتمع المغربي”، موضحا في تصريحات خاصة مع عناه بكلمة “إرهاب” ولماذا هاجم القناة بهذا الشكل. وكتب القباج الذي كان سيترشح باسم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية السابقة، قبل أن تمنعه الداخلية، على صفحته بفيسبوك:”إرهاب القناة الثانية ..في الوقت الذي تبادر فيه وزارة الداخلية إلى اعتقال شباب عبروا في وسائل التواصل عن رأيهم في قتل السفير الروسي في تركيا ..نرى وزارات الداخلية والعدل والأوقاف والاتصال ساكتة عن شباب يهاجمون القانون وتعاليم الإسلام التي تحث على العفة والبعد عن الفاحشة”.
وأضاف القباح: “ولا يخفى أن قصد من يحرك القناة الثانية؛ هو توسيع دائرة التطبيع مع الفاحشة في المجتمع المغربي وداخل الأسرة المغربية؛ والإجهاز على القليل المتبقي من سلوكيات الحشمة داخل الأسرة والمجتمع “، مردفا: ” وهذه جناية في حق الشباب وإرهاب خطير يستهدف الأمن الروحي للمجتمع، ويحول الشباب إلى قنابل موقوتة قابلة لتفجيرات مدمرة تخرب أخلاقهم ومستقبلهم وأسرهم ومجتمعهم “.
وفي تصريحات خاصة بCNN، برّر القباج استخدامه لكلمة إرهاب بالقول: “هذه الكلمة ليس لها معنى وحيد، فكما هناك إرهاب يستهدف الأمن الجسدي، هناك إرهاب يستهدف الأمن الروحي، وهذا النوع الثاني هو ما قصدته في تدوينتي”، معتبرًا أن الرابط بين الشباب المعتقلين بتهم الإشادة بالإرهاب على خلفية تعليقاتهم في قضية مقتل السفير الروسي بأنقرة، وبين الشباب الذين ظهروا في الفيلم هو “استهداف الأمن”.
“إذا كنا نعتبر أن تعليقات الشباب المعتقلين تستهدف الأمن المجتمعي ولا تدخل في خانة التعبير عن الرأي، فكذلك يجب القول إن دفاع شباب عن الإباحية ووصفهم للقانون على أنه غير سليم، هو سلوك يؤدي إلى النتيجة نفسها، لكن في الجانب الروحي والأخلاقي، وليس الجسدي”، يقول القباج، مردفا: “أنا أدين كل تشجيع للإرهاب، سواء أكان جسديا أو معنويا”.
وأضاف القباح أن صانعي الفيلم “استغلوا شبابًا بمستوى متواضع من الوعي لأجل الترويج لأفكار نعرف من يحملها”، متابعا أن هذه الأفكار “تتصادم مع الدستور والقانون وهوية الدولة”، وأن توجيه شباب لقول كلام لا يدركون عواقبه هو “سلوك غير مسؤول”.
القباج الذي دافع في تصريحاته لشبكتنا عن “حريته في الرأي”، تابع قائلا: “لا أحد منع مؤيدي العلاقات الجنسية خارج الزواج من التعيير، لكن أن تصف المجتمع المغربي بأنه منافق وتستخف بالأخلاق العامة ومن يدافعون عنها، وتهاجم سلوكا مجتمعيا يحظى بنوع من الإجماع بين المغاربة، فذلك أمر غير مقبول”، لافتًا إلى أنه حتى ولو كان هناك أفراد يمارسون هذه العلاقات، فلا يمكن أبدا أن النظر للأمر على أنه طبيعي وبالتالي رفع كل القيود.