تسبب حريق مهول بمنزل بحي اشماعوا بسلا، ليلة يوم (الأربعاء) الأخير، في وفاة ثلاث طفلات ووالدهن الأستاذ بالتعليم الخاص، فيما نقلت أمهن رفقة ابنتها الصغيرة إلى المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط لتلقي الإسعافات الأولية، بعدما تسبب شاحن كهربائي (شارجور) في اندلاع النيران ليلا. وأفاد مصدر أمني رفيع المستوى أن الحادث وقع في حدود الواحدة والنصف ليلا، بعدما شب الحريق داخل المنزل، وحاول الأب (50 سنة) إطفاءه، دون جدوى، بعدما اندلعت النيران بأفرشة البيت. وحسب ما صرحت به الزوجة الناجية، فإن الشاحن الكهربائي كان وراء اندلاع النيران بالمنزل، وأكدت للمحققين أنها طلبت من زوجها نقل الفتيات الثلاث خارج المنزل، فور انتشار الدخان، غير أنه رفض طلبها، مصرحا لها أن النيران لا يمكن أن تنتقل إلى غرفة الطفلات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 سنة و14، قبل أن يغادر البيت، ليعود من جديد لإنقاذ بناته، لكن التحريات أظهرت وفاتهن اختناقا بسبب إغلاق جميع النوافذ، فيما أصيب الزوج بحروق بليغة ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل المنزل. وحسب ما استقته «الصباح» من إفادات في الموضوع، ظلت الزوجة تصرخ إلى أن استيقظ جيرانها الذين ربطوا الاتصال بمصالح الأمن والوقاية المدنية، التي نقلت الجثث الأربع إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، لإجراء تشريح، فيما نقلت الزوجة إلى المستشفى ذاته وتلقت الإسعافات رفقة طفلتها الصغيرة، بعدما أصيبت بصدمة نفسية. وفي سياق متصل، أمرت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة بفتح تحقيق جنائي في الموضوع، ومازالت الضابطة القضائية تجري أبحاثها للوصول إلى الحقيقة الكاملة لاندلاع النيران، كما قامت الشرطة العلمية بإعادة مسح المنزل وإحالة نتائج المعاينة على المختبر العلمي للشرطة قصد إجراء خبرة علمية عليها، والتأكد مما إذا كان الشاحن الكهربائي السبب الرئيس في اندلاع الحريق، كما استدعى المحققون شهود عيان من جيران الأسرة المكلومة للاستماع إلى إفاداتهم. وتسبب الحادث في حالة من الهلع والصدمة، صباح أمس (الخميس)، في صفوف تلاميذ وأطر المؤسسة الثانوية التي كان يدرس بها الأستاذ الهالك. ويأتي الحادث على بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع حريق بمنزل آخر بحي سيدي موسى بالمدينة، وأودى بحياة عنصر تابع للوقاية المدنية، أثناء محاولته إنقاذ أفراد عائلة كانوا تحت الأنقاض، كما أصيب آخرون بحروق متفاوتة الخطورة، ونقلوا على عجل إلى المستشفى الجامعي بالرباط لتلقي العلاجات الضرورية.