قررت غرفة الجنايات الإبتدائية لدى محكمة الإستئناف بمراكش، في جلستها لأمس الثلاثاء 9 ماي الجاري، تأجيل الحكم في قضية الطلبة المتابعين بتهمة اغتيال الطالب الأمازيغي عمر خالق، إلى جلسة 13 يونيو المقبل. وكانت آخر جلسة، قد عقدت يوم 26 ابريل المنصرم، وتم خلالها فتح نقاش الملف بشكل علني في جلسة عمومية، حيث استمعت الهيئة لمرافعات وملتمسات دفاع الضحية والمتهمين، ليتم رفع الجلسة للمداولة، وبعد استئناف الجلسة تم الشروع في إصدار الأحكام في ملفات أخرى، ليتم رفع الجلسة عقب تهجم أحد المعتقلين في أحد هذه الملفات بألفاظ نابية على القاضي، ليقرر هذا الأخير تأجيل البث في كافة الملفات الى تاريخ اليوم 9 ماي. ورفع الطلبة الصحراويون المتاعين في قضية قتل الطالب عمر خالق، شعارات انفصالية عند دخولهم لقاعة الجلسات، تعبر عن مواقفهم العدائية لوحدة المغرب، في مسعى منهم لاستغلال المحاكمة التي تندرج في إطار الحق العام ومحاولة تحويلها بشكل بئيس إلى محاكمات رأي، والإدعاء بان المتابعين إنما عبروا عن رأيهم ومارسوا حقا يكفله القانون. وكان دفاع الطالب الضحية عمر خالق، قد التمس من هيئة المحكمة متابعة المتهمين بقانون الإرهاب، وإعلان عدم االإختصاص في مثل هذه الجرائم، وإحالة الملف على محكمة الاستئناف بالرباط للبث في الملف حسب مواد قانون الارهاب 03-03، إلا أن المحكمة رفضت الملتمس، لتقرر متابعة المتهمين بالقانون الجنائي المغربي بمحكمة الاستئناف بمراكش.. ويشار إلى أن قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمراكش كان قد أمر يوم 29 يناير 2016، بإيداع إحدى عشر شخصا، بينهم تسعة طلبة تورطوا في مقتل الطالب الامازيغي عمر خالق، السجن المدني "الوداية" بمراكش، بعدما متابعتهم من أجل جريمة القتل العمد عن سبق الإصرار والترصد، والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض. وتوفي الطالب "عمر خالق" المشهور ب"إزم"، صباح يوم الأربعاء 27 يناير من العام، بمستشفى إبن طفيل بمراكش متأثرا بإصابته في المواجهات العنيفة بين طلبة صحراويين وزملائهم من الحركة الثقافية الأمازيغية. وأوضحت مصادرنا، أن جثة الطالب "عمر خالق" المزداد سنة 1990 والذي ينحدر من دوار "إكنيون" بجماعة بومالن دادس بعمالة إقليم تنغير والمحسوب على الحركة الثقافية الأمازيغية، نقلت إلى مستودع الأموات بباب دكالة، حيث خضعت للتشريح الطبي قبل أن يتم تسليمها عشية اليوم نفسه إلى أفراد أسرته بحضور نحو خمسون طالبا من زملائه وسط حضور أمني، ليتم نقلها على متن إسعاف نحو مسقط رأسه لإلقاء نظرة الوداع عليها قبل موراتها الثرى. وكان محيط كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، شهد عشية يوم السبت المنصرم 23 يناير 2016، مواجهات عنيفة بين طلبة صحراويين وزملائهم من الحركة الثقافية الأمازيغية، أسفرت عن سقوط خمسة جرحى بينهم الضحية الذي تعرض للضرب بشكل وصف بالوحشي بواسطة أسلحة بيضاء. من جهتها عبرت لجنة الدفاع عن ملف الطالب عمر خالق في بيان لها عن "تشبثها بضرورة توفير ظروف المحاكمة العادلة دون تدخل ممن كان ومهما كان، وتشبثها بمحاكمة الجاني الحقيقي الذي أصدر أمر اغتيال إزم"، وطالبت "بضرورة إنصاف دماء الشهيد وعائلته ورد الاعتبار للمواطنة وحرمة الدماء المغربية دون تمييز".