شرع غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش، ابتداءً من جلسة يوم الخميس المقبل، في محاكمة "محمد ملحس"، رئيس الجماعة القروية "دار الجامع"، بإقليم الحوز، وكاتب مجلس الجماعة الترابية نفسها، بالإضافة إلى موظف بإدارة بالمياه والغابات، على خلفية الاشتباه في تورطهم في جريمة قتل ذهب ضحيتها فاعل جمعوي يبلغ من العمر 63 سنة، تم رميه من منحدر جبلي بالمنطقة لأسباب مرتبطة بخلافات سياسية. وسبق لمركز الدرك الملكي بأمزميز أن قام، بتاريخ الخميس 26 يناير المنصرم، بمسطرة تقديم رئيس الجماعة، البالغ من العمر 46 سنة، وكاتب المجلس، الذي لا يتجاوز عمره 30 سنة، المنتميين لحزب الحركة الشعبية، بالإضافة إلى المتهم الثالث، وهو في بداية عقده الثالث، أمام أحد نواب الوكيل العام للملك لدى المحكمة نفسها، الذي استنطقهم ليوّجه ملتمسا إلى قاضي التحقيق بإجراء أبحاثه في شأن اتهامهم بقتل الناشط الجمعوي بدوار "تيرخيص" بالجماعة المذكورة، مشددا على متابعتهم في حالة اعتقال، وهو القرار الذي أيّده قاضي التحقيق، خلال اليوم الموالي، في ختام جلسات استنطاقه الابتدائي للمتهمين الثلاثة، محرّرا أمرا مكتوبا بإيداعهم سجن "لوداية" بضواحي مراكش وفق ما اوردته يومية "أخبار اليوم". وأكد مصدر مطلع على الملف بأن قاضي التحقيق أصدر، بعد الاستنطاق التفصيلي للمتهمين، قرارا بإحالتهم على المحاكمة أمام غرفة الجنايات الابتدائية، ويتهم رئيس مجلس جماعة "دار الجامع" بتهمة "عدم التبليغ عن جريمة قتل"، مستندا إلى التصريحات التي أدلى بها كاتب المجلس الجماعي وموظف المياه والغابات، خلال مرحلة البحث التمهيدي، والتي أكدا خلالها للضابطة القضائية بأنه سبق لهما أن أخبرا رئيس الجماعة بأنهما يعتزمان الاعتداء على الضحية بسبب خلافاتهما السياسية معه، فيما تقرّر متابعة هذين الأخيرين بتهمتي "القتل والمشاركة" في الجناية السابقة. واستنادا إلى المصدر نفسه، فمن المقرّر أن يتم تأجيل المحاكمة إلى ما بعد العطلة القضائية، مرجحا بأن يتقدم المحامون الذين يؤازرون المتهمين، خلال الجلسة الأولى، بملتمسات بالتأخير من أجل الاطلاع على وثائق الملف وإعداد الدفاع. وكان درك أمزميز أوقف المتهمين الثلاثة، يومين قبل تقديمهم أمام النيابة العامة، قبل أن يتقرّر وضعهم رهن تدابير الحراسة النظرية، في انتظار استكمال البحث التمهيدي، الذي أفضى إلى الكشف عن أدلة وقرائن قادت إلى إماطة اللثام عن ملابسات وظروف جريمة مقتل الناشط الجمعوي المعارض.