أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، في سابقة لها، اليوم الأربعاء أن محمد السادس، تعرض لالتهاب من نوع "روتا فيروس" مع أعراض في الجهاز الهضمي وحالة اجتفاف حاد تتطلب فترة نقاهة من خمسة أيام . وأضاف المصدر ذاته، في بلاغ صادر اليوم الأربعاء موقع من طرف البروفيسور عبد العزيز الماعوني الطبيب الخاص لصاحب الجلالة ومدير مصحة القصر الملكي، أن حالة الملك الصحية لا تدعو لأي قلق. وحسب المعطيات المتوفرة عن الفيروس الذي أصيب به الملك محمد السادس فمعروف عنه أنه من أشهر الفيروسات المسببة ''للنزلة المعوية'' والتهابات القناة الهضمية التي يصاب بها الأطفال بنسبة 95 في المائة ما بين عمر سنتين إلى خمس سنوات• وتفيد دراسات علمية أن فيروس ''الروتا'' ينتقل من شخص مصاب لشخص سليم، مباشرة بالفم أو عن طريق المأكولات والمشروبات الملوثة من الشخص المصاب، لذا يجب عزل المصاب عن باقي أفراد الأسرة وأن إمكانية انتشار الفيروس في الهواء كبيرة عن طريق التنفس• وأول من تعرف على الفيروسات المسببة للمرض هي عالمة الأحياء الدقيقة الاسترالية بيشوب، وكان ذلك عام 1973 بالمستشفى الملكي في ملبورن، وكانت هناك فوضى واضطراب كبير لعدم معرفة العديد من العلماء عن سبب المرض، خلال فحصهم عينات بواسطة المجهر الإلكتروني من الإثنا عشر والأمعاء الدقيقة للأطفال المصابين بإصابات حادة. وكانت النتيجةُ مذهلة وهي الاحتشاء بفيروسات تشبه العجلة في الخلايا الظهارية المبطنة للأمعاء. ويقتل الفيروس ما يوازي 5 في المائة من مجموع وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وفي أمريكا يحتاج نحو 70.000 طفل للدخول للمستشفيات. وشكل موضوع مرض الملك محمد السادس مادة دسمة تناقلتها وسائل الإعلام الأجنبية على وجه الخصوص، خاصة مع تكرار أسفاره إلى الخارج التي تدوم أسابيع طويلة، مثلما كان عليه الحال في آخر زيارة له إلى فرنسا إذ طال به المقام مدة 35 يوما. وكتبت العديد من المنابر إن الملك خضع لعملية جراحية استلزمت فترة نقاهة، وأهم ما كتب في هذا الصدد هو للصحافي الإسباني "بيدرو كاناليس" الذي كتب مقالا في الموقع الإلكتروني "أمبارسيال" سارع القصر الملكي إلى إصدار بلاغ يكذب فيه الخبر. وحسب ما نشره "بيدرو كاناليس"، الذي اشتغل لوقت طويل محررا ليومية "لاراثون"، فالملك كان خضع لعملية غير خطيرة لديها علاقة بالعلاج الذي يتبعه منذ فترة معينة، والذي تبدو آثاره على جسده. ورغم أن وكالة المغرب العربي سارعت إلى تكذيب الخبر، إلا أن "كاناليس" أكد في تصريحات صحافية أنه اعتمد على مصادر لديها ما يكفي من المصداقية، ومن القدرة على الوصول إلى معطيات الخبر، ما جعله لا يتردد في نشره بما يكفي من الثقة، ليضيف: "ليست المرة الأولى التي يتم فيها التكتم على أخبار من هذه العينة، (..) ما يزكي المنحى الذي يتعامل به القصر مع مثل هذه الأخبار، إذ يرفض نشر تلك المتعلقة بالعائلة الملكية إلى العموم، فما زالت هذه المواضيع من الطابوهات بالنسبة إليه، ولا يجب الخوض فيها، لذلك كان من الطبيعي أن يلجأ القصر إلى إصدار بلاغ تكذيبي للخبر الذي نشرناه".