وصل في الساعات الأولى من صباح اليوم إلى مطار طنجة ابن بطوطة، جثمان المواطنة المغربية دليلة الميموني التي توفيت جراء إصابتها بفيروس أنفلونزا الخنازير، حسب مصادر طبية إسبانية. وكانت عائلة الضحية في استقبال جثمان الفقيدة، التي توفيت أول أمس الثلاثاء بمستشفى "غريغوريو مارانيون" بمدريد، بعد وضع مولودها البكر عن طريق عملية قيصرية. وكان جثمان الشابة المغربية، التي أكملت عامها العشرين يوم وفاتها، قد نقل من مدريد على متن رحلة دولية إلى مطار الدارالبيضاء، قبل أن يتم نقله إلى مدينة طنجة عبر رحلة داخلية، إذ من المنتظر أن يوارى الثرى نهار اليوم بمدينة المضيق. ونفت والدة دليلة السيدة عزيز الإسماعيلي، في تصريح صحافي، أن "تكون ابنتها قد تعرضت لإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير قبل دخولها إلى المستشفى"، موضحة أن "دليلة كانت تعاني مشاكل تنفسية بسيطة توجهت على إثرها إلى مستشفى (غريغوريو مارانيون)". كما فندت الأم تصريحات الأطباء الإسبان حول إصابة ابنتها بمرض الربو، مشيرة إلى أن "دليلة كانت بطلة في ألعاب القوى وتدربت على يد العداءة زهرة واعزيز، كما حققت إنجازات مهمة مع فريقها (جمعية الوفاق) بمدينة المضيق يصعب معها تصديق إصابتها بمرض تنفسي مزمن". من جهته اتهم زوج دليلة المصالح الطبية بالعاصمة الاسبانية ب "التقصير في القيام بواجبها". وأكد محمد الورياشي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الأطباء "لم يولوا الاهتمام اللازم لحالة زوجته"، مضيفا .. "لذلك أعتزم متابعة المسؤولين عن قطاع الصحة بمدريد قضائيا بتهمة الإهمال والتقصير". وأوضح أنه تم "الكشف على زوجته ثلاث مرات بمصالح المستعجلات بمستشفيين بمدريد قبل أن يتم إدخالها إلى قسم العناية المركزة، وذلك رغم أن حالتها الصحية كانت خطيرة منذ البداية". وذكر الورياشي بأن زوجته كانت تعاني لمدة أسبوع كامل، قبل إدخالها إلى المستشفى يوم 15 يونيو الماضي، "صعوبات في التنفس وسعالا حادا وارتفاعا في درجة الحرارة وآلاما في عدة أطراف من جسدها". وأشار إلى أنه رغم الحالة الصحية الخطيرة لزوجته، فإن الأطباء الذين كشفوا عليها ثلاث مرات كانوا يقدمون لها وصفة من الأدوية ويسمحون لها بالرجوع إلى بيتها دون إجراء تحاليل للتأكد من المرض الذي كانت تعاني منه. ونقلت الصحف الاسبانية عن محمد الورياشي أن زوجته لم تعاني في أي وقت من الأوقات داء الربو، وذلك خلافا لما أعلنت عنه مصادر استشفائية إسبانية لتبرير التعقيدات الصحية التي تعرضت لها الهالكة. ونقلت صحيفة "إيل باييس" عن الورياشي قوله إن زوجته كانت شابة رياضية وتتمتع بلياقة بدنية عالية مكنتها من مقاومة هذا المرض لمدة 15 يوما. واستغرب الورياشي، في تصريح للصحيفة "كيف أن الأمور صارت على نحو سيء بالنسبة إلى زوجته بعد أن تم الكشف عليها بأقسام المستعجلات ثلاث مرات وإدخالها إلى وحدة العناية المركزة بأحد مستشفيات مدريد لمدة 15 يوما". وأكد الورياشي في تصريح مماثل لصحيفة "أ بي ثي" أن زوجته لم تكن تشكو مرض الربو، مضيفا أن "الأطباء لم يخبروه بأن زوجته مصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير وإنما بفيروس لم يحددوا نوعيته". ومن جهة أخرى، كان الفريق الطبي بمستشفى "غريغوريو مارانيون" بمدريد قد أشاروا خلال ندوة صحفية، أنه لم يلاحظ على الضحية لدى وصولها إلى المستشفى أية علامات خطيرة تؤشر إلى إصابتها بالفيروس، وإنما كانت تعاني فقط صعوبات صحية مرتبطة بحالة الحمل. وكانت الإدارة المكلفة بالصحة بمنطقة مدريد قد أشارت إلى أنه "تم إدخال الهالكة إلى المستشفى لأنها كانت تعاني التهابات تنفسية مرتبطة بمرض الربو الذي تشكو منه.