كشفت دراسة، قدمت خلاصاتها الأولى أمس الخميس بطنجة بمناسبة معرض "موضة المغرب"، عن مواطن القوة ومكامن الضعف في قطاع النسيج والألبسة المغربي وقدرته على ولوج الأسواق الأوربية. وأكدت هذه الدراسة، التي ينجزها المعهد الفرنسي للموضة لفائدة الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، أن المغرب يتوفر على "مزيج جيد من عدة مزايا تجعله وجهة مفضلة لعدد من كبار المصنعين الأوربيين". وفي هذا الإطار، أفادت الدراسة، التي أنجزت على عينة من شركات الموضة والألبسة في أوربا، أن المغرب بفضل موقعه القريب من السوق الأوربية يمكن من تقليص أمد التصنيع والتسليم مع جودة عالية في المنتجات، مما يؤهله للاستجابة إلى تغير الأذواق السريع في أسواق الاستهلاك. ومن بين العينة المستطلعة، أشار 92 في المائة من المستجوبين إلى القرب والسرعة كأهم نقاطي قوة قطاع النسيج والألبسة بالمغرب، مقابل 42 في المائة ثمنوا جودة المنتجات المغربية، بينما أعرب 33 في المائة عن رضاهم عن كلفة الإنتاج. وعن نوعية الشراكة المفضلة بين المغاربة والأوربيين، اختارت حوالي نصف العينة (51 في المائة) اللجوء إلى نظام المناولة في المعاملات، مقابل 41 في المائة إلى الإنتاج المشترك. وأوصت الدراسة المصنعين المغاربة بتعزيز نشاطهم في مجال صناعة الموضة، والفساتين على وجه الخصوص، والتي حافظت على حصتها من السوق الأوربية (8 في المائة) رغم تراجع حجم الاستهلاك أوربيا. وعن المنافسة التي يشهدها القطاع حاليا على ضوء تراجع المبيعات بالأسواق الاستهلاكية الأساسية، تحدثت الدراسة عن قدرة المغرب على مواكبة التحولات وإظهار حسن التعامل مع المصنعين الأوربيين على الخصوص فيما يتعلق بالإبداع وسرعة التسليم (أقل من 10 أيام) والمهارة والجودة المطلوبة. وتتزود السوق الأوربية، التي بلغ حجم استهلاكها السنة الماضية إلى 391 مليار أورو، ب 57 في المائة من حاجاتها من النسيج والألبسة من آسيا، و28 في المائة من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، فيما تأتي 5 في المائة من وارداتها من بلدان شرق أوربا. وتمكن قطاع النسيج والألبسة المغربي، منذ بداية السنة الجارية، من مواجهة الأزمة التي أثرت على القطاع عالميا، حيث شهد صادراته تراجعا طفيفا (ناقص 3 في المائة) نحو بلدان الاتحاد الأوربي، مقابل انتكاسة صادرات بلدان منافسة بحوض الأبيض المتوسط كتونس (ناقص 16.3 في المائة) وتركيا (14.8 في المائة). وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الرابعة من معرض "موضة المغرب" (ماروك إن موض) انطلقت أول أمس الأربعاء بمشاركة 122 عارضا يمثلون مقاولات مغربية متخصصة في قطاع النسيج والألبسة، إذ تتيح هذه التظاهرة التعريف بالعرض المغربي في مجال النسيج والألبسة. وهذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها هذا المعرض بالمغرب، حيث احتضنت إسبانيا دوراته الثلاث الأولى خلال السنة الماضية التي انعقدت بكل من مدريد وبرشلونة وكورونا.