انتهت صباح اليوم تفاصيل تمثيل جريمة تفجير مطعم أركانة، باستقدام المتهم الرئيسي، المنفذ الوحيد للجريمة بمراكش. وحوالي الثامنة صباحا حضر الوكيل العام لدى استئنافية مراكش، ومسؤولون من الإدارة المركزية للأمن الوطني وآخرون ينتمون إلى المصالح المحلية، كما وضعت تعزيزات أمنية من فرق التدخل الخاصة والأمن الخاص. وبدأت أطوار إعادة تمثيل الجريمة من محطة القطار، إذ بدا المتهم عادل العثماني شابا رشيقا يرتدي بذلة رياضية ويضع باروكة على رأسه فوقها قبعة دائرية سوداء، كما يحمل قيثارة بغشاء أسود وعلى ظهره حقيبة متوسطة الحجم. وكشف المتهم أثناء وجوده بمحطة القطار كيف توجه إلى الرصيف، واستقل سيارة أجرة متجها نحو الكتبية، حيث جلس بساحتها يتفحص مواد التفجير، قبل أن تنتبه إليه أجنبية ليغادر المكان مشيا على الأقدام في اتجاه ساحة جامع لفنا. وكشف المتهم أمام الوكيل العام الذي كان بجانبه رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أنه أثناء دخوله مقهى أركانة تردد في الإسراع في تنفيذ التفجير حسب ما خطط له مسبقا، إذ منعه وجود منقبة رفقة زوجها من الخروج لتفجير العبوتين الناسفتين عن بعد، وانتظر إلى حين خروجهما. وصرح المتهم أنه طلب عصير ليمون، أكمل شربه دون أن تخرج المنقبة، ما اضطره إلى طلب هيلالية "كرواصة" التهمها بدورها دون أن تخرج، ما جعله يطلب من جديد كوبا من القهوة والحليب، ساعتها غادرت المنقبة وزوجها المطعم، لينهض بدوره دون أن يلمس كوب القهوة أو يضع فيه السكر، إذ توجه إلى النادل، وأدى الواجب كما أخبره أنه سيترك أمتعته المكونة من حقيبة رياضية وقيثارة، إلى حين مهاتفة صديقة له لتلتحق به. وبعد استجابة النادل، خرج عادل العثماني من المطعم، وتوجه نحو محطة الوقود "شال" عبر مكتب البريد، ليعد من هناك تفجير العبوتين الناسفتين عن بعد باستعمال هاتف محمول. يومية "الصباح" التي نقلت التفاصيل، ذكرت أنه أثناء تمثيل المتهم مشاهد الجريمة، تجمع مواطنون ورددوا مطالب بإعدام عادل العثماني أمام الملأ، كما هتفوا بحياة الملك. وكتبت اليومية أيضا، أن محمد امهيدية والي جهة مراكش تانسيفت الحوز لم يتمالك نفسه لينخرط مع حشود المواطنين بساحة باب دكالة في توجيه وابل من السب والشتم لعادل العثماني، قبل أن يمتطي سيارته ويغادر صوب مقر الولاية، وكان مصحوبا بفاطمة الزهراء المنصوري عمدة المدينة التي ظلت تتطلع في ملامح العثماني، والذهول يبدو على محياها. وكان حضور المواطنين يتزايد مع تغيير الأماكن التي مر منها المتهم في أبريل الماضي تاريخ الاعتداء الإرهابي، لدرجة أن الأحزمة البشرية التي طوقت المشتبه فيه والمسؤولين الأمنيين وجدت صعوبة في السيطرة على الموقف، ماحال دون إتمام أطوار تمثيل الجريمة بعد أن حذف المشهد الأخير الذي احتضنته المحطة الطرقية بباب دكالة، ذلك أن المسؤولين تخلوا عن مشهد دخوله المرحاض لحلق ذقنه قبل ركوب الحافلة والعودة إلى آسفي.