ينسى المتتبعون أن العلاقات القوية التي كانت تجمع المغرب وتونس حركتها لسنوات مصالح اقتصادية، فالتعاون بين الدولتين كان كبيرا من خلال مجموعة "أونا- الوطنية للاستثمار" وبين شركات صخر الماطري، صهر بنعلي. فهذا الأخير كان مساهما في بنك "التجاري بنك تونس" ("بنك الجنوب سابقا)، وهو الفرع التونسي للبنك الأم "التجاري وفا بنك"، كما أنه كان عضوا في مجلس إدارته إلى أن هرب بن علي وانهار نظامه أخيرا. وقال خبير مالي تونسي إن صخر الماطري مدين كثيرا في ثروته التي راكمها في السنوات الأخيرة، إلى فرع "التجاري وفا" فرع مجموعة "أونا الوطنية للاستثمار". صخر الماطري تزوج من نسرين بنعلي سنة 2004، وقد اشترى سنة 2005 بثمن قليل كما أوضح خبراء ماليون تونسيون 16.9 في المائة من رأسمال "بنك الجنوب" التونسي، بعد أن تخلت "بانكا مونتي دي باسكي دي سيينا" عن حصتها. بعد أشهر قررت الدولة التونسية خوصصة البنك، وفاز "التجاري وفا بنك" بالصفقة، وبالإضافة إلى نصيب الدولة، كان على البنك المغربي أن يؤدي حصة صخر الماطري (16.9 في المائة) بثمن مضاعف ثلاث مرات عن الثمن الذي كان قد دفعه، هكذا ربح صهر زين العابدين 17 مليون أورو. ما دفعه إلأى الاهتمام بقطاع آخر هو توزيع السيارات، فأنشأ "النقل للسيارات"، وهي الشركة التي جعلته يؤسس لمجموعته "برنسيس هولدينغ". أخبار راجت في صالونات رجال الأعمال ذهبت إلى أن خالد الودغيري، الرئيس المدير العام ل"التجاري وفا" كان ضالعا في أكبر عملية "للسبق التفضيلي" شهدتها تونس. ويرجح البعض إلى أن هذه العملية كانت وراء طرده من "التجاري وفا". لكن العلاقات بين "التجاري" وصهر بنعلي لم تتوقف عند حد اقتناء غالبية أسهمه (ظل يحتفظ ب 3 في المائة من فرع البنك المغربي في تونس) "بالإضافة إلى عضويته بمجلس الإدارة، كان صخر الماطري أكبر زبناء البنك" يؤكد مسؤول تونسي بأحد البنوك بالعاصمة. وقد أكدت العدالة التونسية هذا الكلام من خلال حصول "التجاري" قبل أيام على قرار بالحجز على ممتلكات "برنسيس هولدينغ"، وتصل قيمة ديون المجموعة التونسية إلى 138 مليون دينار تونسي، ما يعادل 800 مليون درهما. علاقة صخر الماطري بمسؤولي "أونا" لم تتوقف عن دعم استثماراته في تونس، حسب مقال نشره موقع goud.ma، بل مهدوا إليه الطريق لدخول البورصة في المغرب. يتذكر رجال المال والأعمال يوم 13 يوليوز 2009، حيث دخلت هذه الشركة إلى بورصة الدارالبيضاء عن طريق "التجاري وفا بنك". وقد حظيت أسهم الشركة التونسية بإقبال المغاربة، وهناك 8 آلاف شخص وبعض المستثمرين المؤسساتيين اقتنوا أسهما في "النقل للسيارات". مع التراجع الكبير لقيمة هذه الأسهم يبقى السؤال هو من سيؤدي فاتورة هذا التراجع؟ صخر الماطري يهمس لمحمد الكتاني الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك خلال الإعلان عن ولوج "النقل التونسية" بورصة الدارالبيضاء (خاص)