تم التوقيع بالدار البيضاء، على اتفاقية إطار بين عدد من الشركاء تهدف إلى إحداث برنامج يحمل إسم "كول أكاديمي" يواكب حاجيات مراكز النداء بالمغرب من حيث الموارد البشرية. ووقع على هذه الاتفاقية كل من وزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة والاتحاد العام لمقاولات المغرب والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والجمعية المغربية لمراكز النداء. وأوضح وزير التشغيل والتكوين المهني جمال أغماني أن الاتفاقية الجديدة تندرج في إطار توصيات اللجنة الاستراتيجية للتكوين المحدثة في إطار الميثاق الوطني للصناعات الناهضة، والتي تروم تنمية سلسلة من المبادرات لتمكين المستثمرين والمقاولات من الأجوبة الملائمة لكل إشكالية تتصل بالموارد البشرية. وذكر ببعض المبادرات المعتمدة في إطار الاستراتيجيات القطاعية التي انطلقت بالمغرب، وذلك من قبيل تعزيز قدرة التكوين بالجامعات وتسريع وثيرة انفتاح هذه الأخيرة على المحيط السوسيو-اقتصادي، وتنمية العرض المتصل بالتكوين المهني من خلال برنامج استعجالي تم إطلاقه سنة 2008، فضلا عن وضع برنامج "تأهيل". وأوضح أن مختلف التدابير المتعلقة بالتكوين والدعم في مجال مراكز النداء، مكنت 80 مقاولة في غضون الثلاث سنوات الأخيرة من تشغيل أزيد من 7 ألف شخص بميزانية قدرها 38.5 مليون درهم، مبرزا أن مواكبة هذا القطاع ومعه الأوفشورينغ بشكل عام، تمت من خلال إنجاز دراسات استكشافية بالجهات التي تشهد استقطابا واسعا لمراكز النداء (الرباط، البيضاء، طنجة وفاس)، قصد تحديد مسبق لحاجيات المقاولات من حيث الموارد البشرية. وأوضح يوسف الشرايبي، رئيس الجمعية المغربية لمراكز النداء، أن هذا النوع من المراكز انتقل من 13 مركزا سنة 2002 تشغل 3000 شخص وبرقم معاملات يقل عن 700 مليون درهم، إلى أزيد من 250 مركزا في ظرف يقل عن عشر سنوات ، يشغل 25 ألف شخص ويصل رقم معاملاته إلى 3.3 مليون درهم. وتحدث عن التحديات التي رفعها أرباب مراكز النداء بالمغرب لكسب ثقة أغلبية الشركات الفرنسية الراغبة في منح عملية تدبير زبنائها إلى شركاء في الضفة الجنوبية يبعدون عنها ب 3000 كيلومتر، فكانت جودة الأداء والصوت والخدمة متوجة بالاستقرار الذي يعرفه المغرب عاملا في إدماج الاقتصاد المغربي في الظاهرة الجديدة للمهن الخدماتية. وأشار إلى أن المغرب يعتبر اليوم وجهة "نيرشور" نوعية تقترح عرضا ناضجا ومهيكلا ومهارة حقيقية وخبرة في بعض القطاعات، موضحا أن المخطط الاستعجالي في مجال التكوين الذي يعتزمون إطلاقه، يعد السبيل الوحيد نحو استقطاب أكبر حصة ضمن هذه السوق.