الإثنين 26 ماي 2014 شهدت الانتخابات الأوروبية، تقدماً كبيراً لقوى اليمين المتطرف ترجمه بالخصوص النصر المبيّن للجبهة الوطنية في فرنسا. وشكل هذا الفوز زلزالاً سياسيًا، وجعل منه القوة السياسية الأولى في البلاد. تصدر محافظو "الحزب الشعبي الاوروبي" الانتخابات الاوروبية بفوزهم ب211 مقعدًا في البرلمان الأوروبي المقبل، متقدمين في ذلك على الاشتراكيين (193 مقعداً)، بينما قد تصل حصة المناهضين لأوروبا الى نحو 130 مقعدًا، كما أفادت تقديرات أولية نشرها البرلمان الأوروبي مساء الأحد. وأظهرت هذه التقديرات التي استندت إلى استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مكاتب الاقتراع أجريت في دول الاتحاد ال28 أن الليبراليين سيفوزون ب74 مقعداً يليهم الخضر ب58، ثم اليسار الراديكالي ب47 نائبًا. لوبن: لا يمكن ان يخون المرء شعبه ويصم اذنيه ويقفل عينيه عن مطالبه وقد استفاد حزب الجبهة الوطنية في فرنسا من التراجع القياسي لشعبية الحزب الاشتراكي الحاكم، وحل في الطليعة بفارق كبير مع نسبة تاريخية ب25 بالمئة من الأصوات، بحسب التقديرات الأولية. وسيحصل بذلك على ما بين 23 و25 مقعدًا في البرلمان الأوروبي حيث تملك فرنسا، إحدى الدول المؤسسة للبناء الأوروبي، 74 مقعداً. وتتقدم الجبهة الشعبية بفارق كبير على حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (معارضة يمينية)، في حين مني الحزب الاشتراكي بهزيمة جديدة، حيث نال أقل من 15 بالمئة من الأصوات. وقد حلّت الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) في المرتبة الأولى، بفارق كبير، في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، مع نسبة قياسية في تاريخها بلغت 25 في المائة، بحسب تقديرات أولية لمتابعين. وتقدّمت الجبهة على حزب المعارضة اليميني الاتحاد من أجل حركة شعبية (20 في المائة)، والحزب الاشتراكي الحاكم، الذي مُني بهزيمة جديدة، حيث حصل على أقل من 15 في المائة. واستفادت الجبهة الوطنية بذلك من تراجع شعبية السلطة الاشتراكية، وانقسام المعارضة اليمينية، إضافة إلى تصاعد المشاعر المناهضة للفكرة الأوروبية في فرنسا. وفي غضون ذلك دعت رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبن، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى إجراء "انتخابات جديدة" على المستوى الوطني، بعدما حل حزبها في المرتبة الأولى بعيد صدور النتائج الأولية للانتخابات الأوروبية. وتساءلت "لوبن" في تصريح صحافي متكلمة عن هولاند "ماذا يستطيع أن يفعل غير العودة بالتحديد إلى الشعب وإقرار النسبية لكي يتمكن كل فرنسي من أن يتمثل" في الجمعية الوطنية، و"إجراء انتخابات جديدة". والموعد المقبل للانتخابات التشريعية في فرنسا هو في العام 2017. وتابعت "ماذا يستطيع أن يفعل رئيس الجمهورية غير ذلك في مواجهة هذه الصفعة القوية التي وجهها إليه الفرنسيون؟"، مضيفة "لا يمكن أن يخون المرء شعبه ويصم أذنيه ويقفل عينيه عن مطالبه، وإلا فإننا نكون في نظام لا علاقة له بالنظام الديموقراطي". يوكيب المناهض للفكرة الاوروبية يتجه لتحقيق نتيجة تاريخية وفي بريطانيا يبدو أن حزب "يوكيب" المناهض للفكرة الأوروبية يتجه لتحقيق نتيجة تاريخية بحسب نتائج الانتخابات المحلية، التي جرت الخميس، بالتزامن مع الانتخابات الأوروبية. المحافظون في ألمانيا بقيادة انجيلا ميركل في الطليعة وفي المانيا التي تملك اكبر عدد من النواب في البرلمان الاوروبي (96 نائباً)، حل المحافظون بقيادة انجيلا ميركل في الطليعة، بحسب الاستطلاعات الاولى التي أجريت عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع. لكن الحزب الجديد المناهض لليورو "ايه اف دي"، والذي تأسس في ربيع 2013 ويدعو إلى إلغاء العملة الأوروبية الموحدة، سيسجل دخوله للبرلمان مع 6,5 بالمئة من الأصوات. كما حقق الاشتراكيون الديمقراطيون تقدمًا كبيرًا بحصولهم على 27,5 بالمئة من الأصوات. حزب اليسار المتشدد سيريزا بقيادة الكسيس تسيبراس في الطليعة في اليونان وفي اليونان البلد الذي يعاني بشدة من سياسة التقشف، حلّ حزب اليسار المتشدد سيريزا بقيادة الكسيس تسيبراس في الطليعة متقدمًا بشكل طفيف على حزب الديمقراطية الجديدة اليميني الحاكم. وعلى الطرف الآخر من المشهد السياسي يتوقع أن يحصل حزب الفجر الذهبي النازي على ما بين 8 و10 بالمئة من الأصوات. في النمسا سجل حزب اليمين المتطرف تقدما واضحا وفي النمسا سجل حزب اليمين المتطرف "اف بي او"، الذي يأمل في تشكيل كتلة مع الجبهة الوطنية، تقدمًا واضحًا وسيحل ثالثًا مع 19,9 بالمئة من الاصوات محققاً تقدمًا ب5 بالمئة مقارنة مع انتخابات 2009، ويأتي خلف المسيحيين الديمقراطيين والاشتراكيين الديمقراطيين الموجودين في الحكم. هزيمة قاسية لحزب "بي في في" الهولندي المعادي للإسلام وإذا كان حزب "بي في في" المعادي للإسلام في هولندا قد مني بهزيمة حيث لن يحصل إلا على 12 بالمئة من الاصوات، مقابل 18 بالمئة قبل خمس سنوات، فإن تحدي الفكرة الأوروبية يمكن أن يترجم من خلال الشعبوي بيبي غريلو في إيطاليا التي تملك 73 نائبًا. في رومانيا ائتلاف وسط اليسار يحقق فوزا كبيرا وفي رومانيا (32 نائبا) يبدو أن المشهد السياسي مختلف، حيث يتوقع أن يحقق ائتلاف وسط اليسار فوزًا كبيرًا، ويحصل على 41 بالمئة من الأصوات. انتخاب 600 نائبا أوروبيا من أجمالي 751 نائبا ودعي مواطنو 21 بلداً في الاتحاد الأوروبي الأحد إلى انتخاب نحو 600 نائب أوروبي من إجمالي 751 نائبًا. وكانت هذه الانتخابات بدأت الخميس في بريطانياوهولندا قبل خمس دول أخرى الجمعة والسبت. وقال جان دومنيك غويلياني، رئيس مؤسسة روبرت شومان، إن التشكك في جدوى الفكرة الأوروبية "تعزز من خلال تصويت عقابي ضد الاحزاب الحاكمة". وقالت كريستينا بيريز (36 عاما) وهي تدلي بصوتها في مكتب بمدريد ،"الأمور كلها سيئة أصوت من أجل القطع مع الحزبين الكبيرين (المحافظ والاشتراكي) وخصوصاً ضد الفساد في إسبانيا، أنا غاضبة". لكنّ إسبانيا والبرتغال اللتين تأثرتا بشدة بالأزمة بدتا محافظتين على التصويت للأحزاب التقليدية. تزامن صعود القوى المتطرفة مع ارتفاع طفيف في نسبة المشاركة وتزامن صعود القوى المتطرفة مع ارتفاع طفيف في نسبة المشاركة. ورغم توقعات بأن تكون ضعيفة، فإن نسبة المشاركة شهدت ارتفاعًا في العديد من الدول الكبرى خصوصًا في فرنساوألمانيا. وفي الإجمال فإنه من المتوقع أن يحصل المشككون في الفكرة الأوروبية على نحو مئة مقعد. وهو عدد لا يتيح تعطيل البناء الأوروبي لكنه كافٍ لإسماع الصوت وزعزعة الأحزاب التقليدية. وقال جان تيشو مدير مجموعة كارنيغي أوروبا إن ما حصل "لن يغير طريقة عمل البرلمان" لكن ستكون له آثار "على الساحة السياسية الوطنية وحول طريقة تصرف القادة الوطنيين في صلب الاتحاد الأوروبي". معركة أخرى حول رئاسة المفوضية الاوروبية وفي مسعى لتحفيز الناخبين، قدمت الأحزاب الرئيسية مرشحين لهذا المنصب الذي يتعين أن يصادق عليه البرلمان الأوروبي. وعلى مبنى المفوضية في بروكسل وضعت لافتة كتب عليها "هذه المرة الأمر مختلف، تصويتكم له قيمة". لكن الكثير من القادة بداية من المستشارة الألمانية إلى رئيس الوزراء البريطاني، يرفضون هذا المنطق البرلماني، ولا يريدون تزكية المرشحين بشكل مسبق سواء المسيحي الديمقراطي "جان كلود يونكر" أو الاشتراكي الديمقراطي "ماريت شولتز" أو الوسطي "غي فيرهوفستاد". وقال "يونكر" الأحد "أريد أن تؤخذ النتائج النهائية في الاعتبار"، معتبراً أن قادة الدول والحكومات يجب أن "يحترموا الديمقراطية الأوروبية". وقال إنه يتوقع أن يحل وسط اليمين في الحزب الشعبي الأوروبي، رغم تراجعه الحاد، في الطليعة بعشرين مقعدًا أمام الاشتراكيين الديمقراطيين بقيادة "مارتن شولتز". لكن تشظي البرلمان كما لم يحدث في السابق يمكن أن يحث القادة الأوروبيين على السعي لاختيار شخصية أخرى يقبل بها النواب. وسيجتمعون بداية من مساء الثلاثاء في بروكسل. يوكيب البريطاني المناهض لأوروبا يتصدر نتائج الانتخابات الأوروبية تصدر حزب "يوكيب" البريطاني المناهض لأوروبا نتائج الانتخابات الأوروبية، التي جرت في المملكة المتحدة الأحد، متقدمًا بفارق كبير على الأحزاب الثلاثة التقليدية، بحسب ما أظهرت نتائج فرز الأصوات في تسع من مناطق البلاد ال12. وأظهرت النتائج أن حزب يوكيب (حزب الاستقلال) الذي يتزعمه "نايجل فاراج" حصل على نسبة قياسية من الأصوات بلغت 29% ما يؤهله حتى الساعة للفوز ب22 مقعداً في البرلمان الأوروبي العتيد، في حين ستكون حصة المحافظين برئاسة رئيس الوزراء "ديفيد كاميرون" 16 مقعدًا (24% من الأصوات) وبينما حصة العمال، حزب المعارضة الرئيسي، 14 مقعداً (23,5% من الأصوات). وسارع زعيم الحزب الشعبوي إلى الترحيب بالنتائج واصفًا إياها ب"النتيجة الأكثر استثنائية في الحياة السياسية منذ أكثر من مئة عام". واحتفظ "فاراج" بمقعده عن منطقة جنوب شرق انكلترا، واعداً بالمزيد من الانتصارات. وكان الحزب فاز في الانتخابات الأوروبية السابقة التي جرت في 2009 ب13 مقعدًا. وإذا تأكدت هذه النتائج لدى انتهاء عمليات الفرز في كل مناطق البلاد ال12 ستكون هذه المرة الأولى منذ العام 1906 التي لا يكون فيها النصر في انتخابات تجري على الصعيد الوطني من نصيب أحد الحزبين الرئيسيين في البلاد، أي المحافظون والعمال. وأظهرت النتائج أن الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات هو حزب الليبراليين الديمقراطيين المؤيدين للبناء الأوروبي والمنضوي في الائتلاف الحكومي، إذ اقتصرت حصته 6,9% من الأصوات مما يؤهله للحصول على مقعد واحد فقط في البرلمان الأوروبي الجديد، بعدما كانت حصته في البرلمان المنتهية ولايته ثمانية مقاعد. والمناطق الثلاث التي لم تصدر نتائجها بعد هي العاصمة لندن واسكتلندا وإيرلندا الشمالية. وحصة بريطانيا في البرلمان الأوروبي هي 73 مقعدًا. رئيس المفوضية الأوروبية يدعو القوى المؤيدة للاتحاد الأوروبي إلى التجمع دعا رئيس المفوضية الأوروبية "جوزيه مانويل باروزو"، الإثنين، القوى السياسية المؤيدة للاتحاد الأوروبي إلى "التجمع"، بعد صعود مناهضي الاتحاد في الانتخابات الأوروبية. واعتبر "باروزو" في بيان أنه "من المهم للغاية" أن القوى السياسية "الممثلة داخل المفوضية"، وهم المحافظون والاشتراكيون والليبراليون، "قد انتصرت سويًا مجددًا". وأضاف أن هذه القوى "هي في الواقع التي لديها أكبر تمثيل في البرلمان الأوروبي الجديد"، مضيفًا أن "النتائج تظهر أن تشكيل أكثرية صلبة جدًا وتعمل هو أمر ممكن". وبالنظر إلى نتائج الانتخابات الأوروبية، والتي أظهرت تنامي قوة المناهضين للبناء الأوروبي، وكذلك قوى اليمين المتطرف واليسار الراديكالي، فإن الأكثرية الوحيدة التي يمكن أن تتمخض عن هذه الانتخابات تتجلى بقيام ائتلاف كبير يضم المحافظين والاشتراكيين، وربما أيضًا الليبراليين. واعتبر "باروزو" أن هذه القوى الثلاث "ليست متفقة على كل التفاصيل، ولكنها تشترك في إجماع أساسي حول أوروبا، وهو ما يجب تعزيزه الآن". وأضاف "آن الأوان للتجمع وتحديد مستقبل الاتحاد"، معربًا عن "ثقته في أن الأكثرية الساحقة من أعضاء البرلمان الأوروبي ستتصدى لهذا التحدي وستغتنم الفرصة لتحقيق منافع ملموسة للمواطنين الأوروبيين".