دافع وزير التموين المصري، مساء اليوم الثلاثاء، عن قرار بتعديلات في إدارة منظومة الخبز المدعم، بعد ساعات من احتجاجات بعدة مدن بالبلاد ضده، خشية "تقليص" كميات الخبز الممنوحة لهم. وقال على المصيلحي، في مؤتمر صحفي، إنه "لن يتم التراجع عن قرار تخفيض حصة الكارت الذهبي للمخابز"، وهي الخطوة التي أثارت الاحتجاجات. والكارت الذهبي بطاقة تمنح لصاحب المخبز لسد العجز في "حالات الطوارئ"، وتحديداً توفير الخبز للمواطن حامل البطاقة الورقية، بجانب البطاقات التالفة أو المفقودة، خلافاً لشرط توافر الكارت الذكي مع المواطن. واعتبر أن "تخفيض حصة الكارت الذهبي للمخابز، هو تصويب لوضع كان خاطئاً في ظل تلاعب أصحاب المخابز بالدعم المقدم المواطنين". وبرر وزير التموين المصري قراره بأنه جاء لمواجهة "استغلال المخابز الكروت لتنفيذ عمليات صرف وهمية بملايين الجنيهات وحصولهم على تكلفة إنتاج الخبز من الدولة من دون صرف الخبز للمواطنين". وشدد المصيلحي، في الوقت نفسه، على أن حصة الفرد ستبقى 5 أرغفة يومياً، كما هي دون تغيير، ولا توجد خطة لدى الوزارة للاقتراب من حقوق المستفيدين من دعم الخبز المدعم كما يدعي البعض"، حسب قوله. وتعهد باستبدال البطاقات الورقية بالبطاقات الذكية في جميع محافظات البلاد، خلال أسبوع واحد، في إطار المنظومة الجديدة لتوزيع الخبز المدعم. ووضعت وزارة التموين المصرية، الأسبوع الماضي، بعض القيود على كميات الدقيق المدعم، الممنوحة للمخابز، في محاولة للحد من "عمليات فساد" لأصحاب المخابز، واشترطت توافر البطاقة الذكية مع المواطن للحصول على الحد الأقصى المسموح (5 أرغفة للفرد). وقلصت الوزارة كميات الدقيق الممنوحة للمخابز، التي يتردد عليها غير حاملي البطاقات الذكية (يحملون بطاقات ورقية)، لتكفي صناعة 500 رغيف يومياً، بدلاً من 1500 رغيف كحد أدنى، كما كان في السابق. وبدأت الأزمة مع إعلان أصحاب المخابز تقليل كميات الخبز المتاحة، لغير حاملي البطاقات الذكية، ما تسبب في عجز كبير ونشوب مشاجرات بين العديد من المواطنين وأصحاب المخابز. وذهبت بعض المخابز إلى رفض صرف الخبز المدعم تماماً لأصحاب البطاقات الورقية، مشترطاً توافر البطاقات الذكية. ومن بين المحافظات التي شهدت احتجاجات اليوم المنيا (جنوب) والإسكندرية وكفر الشيخ (شمال)، وتدخلت قوات الأمن لتفريقهم، قبل أن تلقي القبض على عدد منهم، وفق شهود عيان. وتستهلك مصر نحو 7.5 مليار رغيف خبز شهرياً، بحسب تصريحات لوزير التموين المصري السابق محمد على الشيخ، ويمثل الخبز العنصر الرئيسي في وجبات غالبية المصريين. ويستفيد حاليا نحو 71 مليون مواطن من 21 مليون بطاقة تموينية في مصر. ومن جهة أخرى، أكد الوزير المصري أنه لن يكون هناك أي زيادة في الدعم قبل 30 يونيو المقبل نظراً "لعدم قدرة الدولة على تجاوز الموازنة الحالية". وكان الوزير قد أعلن، قبل أيام، أن هناك مناقشات جارية حالياً لزيادة الدعم على البطاقات التموينية لتوفير سلع جيدة للمواطنين. وكانت الحكومة المصرية قد رفعت في نوفمبر الماضي الدعم المقدم للفرد في البطاقات التموينية إلى 21 جنيها ( 1.2 دولار) بدلا من 18 جنيها ( نحو دولار). ( الدولار = 17.5 جنيه مصري في المتوسط)