بعد أسبوع من المعاناة والتجوال من سجن إلى آخر تمكنت أخت المعتقل أيوب عارف أخيرا من زيارة أخيها بعدما وجدته قابعا بسجن تيفلت 2 بعد اتهامه بتهم لا علاقة له بها كما صرح لأخته!! شقيقة أيوب جاءت من مدينة الجرف الأصفر محملة بثقل الأغطية والملابس والمواد الغذائية لتزور وتطمئن على أخيها الذي هو بمثابة ابنها حيث تكفلت بتربيته بعد وفاة والديهما منذ سنوات طوال. بعدما علمت الشقيقة -ذات كبد الأم- أن الشرطة القضائية أحالته على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعه السجن؛ قدمت يوم الخميس 16 فبراير لسجن الزاكي سلا 1 لرؤيته، على أساس أن سجن الزاكي هو الأقرب لمقر المحكمة التي تتولى البث في ملفات الإرهاب؛ لكنها تصدم بإخبار حراس السجن لها أنه غير موجود عندهم، وربما قد يكون بسجن سلا 2؛ فذهبت إليه وبعد الانتظار والاستفسار أخبرت أنه غير موجود بسجن سلا 2 وربما يكون بسجن العرجات!! ذهبت المسكينة إلى العرجات التي تبعد عن مدينة سلا بقرابة 20 كيلومترا وهي مثقلة بحمولتها مستعملة وسائل النقل العادية، ومرة أخرى نفس الجواب غير موجود عندنا وربما في سجن سلا!! ما زاد ألم المسكينة طريقة التعامل الجافة والإخبار الذي يكون بسرعة ولا مجال لمزيد سؤال أو استفسار.. بجفاء يقول الحارس "غير موجود عندنا اذهبي ابحثي عنه"!! رجعت المتعبة قلبا وقالبا مرة أخرى إلى سجن سلا وهي حائرة غير مستوعبة لما يجري، وعدة أسئلة تدور في ذهنها… وحالها أنها ضحية للاستهتار الذي يعامل به المواطن في عدد من المؤسسات، فكيف والمؤسسة هي السجن وما أدراك من السجن؟! عادت المسكينة إلى سجن أو سجنا سلا فأرسلوها لمحكمة قضايا الإرهاب لتسأل هناك.. وصادف ذلك وجود عائلات الفتيات القاصرات المعتقلات كذلك بقانون الإرهاب، وكنت هناك بدوري، فحكت لي قصتها وهي تحبس دموعها والأسى والحزن يتملكها بل حتى الخوف من مصير مجهول لفلذة كبدها الذي ولدته أمها.. حينها أخذتها للمندوبية العامة لإدارة السجون بحي الرياض-الرباط، وهناك حكت لهم معاناتها، فأرسلوها للإدارة الجهوية بأكدال، وهناك علمنا أنه موجود بسجن تيفلت 2. هل ستنتهي المعاناة هنا؟؟!! أبدا، لأننا في بلد يتفنن في تعذيب مواطنيه.. ذهبت المسكينة يوم الجمعة صباحا لسجن تيفلت 2، فأخبرتها الإدارة أنه موجود عندهم، لكن لا يمكن زيارته اليوم، وعليها العودة حتى يوم الإثنين!! بل ورفضوا حتى إدخال أغراضه إليه!! رجعت المسكينة متحسرة؛ فرحة على الأقل لأنها علمت أين يوجد أخوها وفلذة كبدها. ثم عادت إلى السجن يوم الإثنين وهي متلهفة لمعانقة أخيها، غير أنها تتفاجأ وتصدم مرة أخرى بأنه لا يمكنها زيارته الإثنين لأن يوم الزيارة هو الأربعاء، فطلبت منهم على الأقل أن لا يزيدوا في تأخير إدخال أغراضه إليه، فوافقوا ورجعت وهي في شك من أنه سيسمح لها بزيارة أخيها!! زارته اليوم أخيرا.. بعد تلكم المأساة التي هي مجرد فصل من فصول، لتبدأ معها معاناة جديدة عندما رأت دموع أخيها وألمه وهو يخبرها أن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد مما نسب إليه من التهم، ولا تربطه أي علاقة مع المتهمين الآخرين الذي يعلم الله حالهم وما قصتهم هم الآخرين!! فهل ستنتهي مأساة الشقيقة الأم قريبا، أم ستنضاف هي الأخرى إلى قافلة من الأمهات والزوجات والأخوات والبنات اللواتي يحكين كل يوم قصة الألم والضياع باعتقال فلذة الكبد والوالد والزوج.. وما يعانينه كل يوم وكل زيارة وكل عيد وكل مناسبة حزينة أو سعيدة.. فتيات ونساء يوجدن في كل مدينة وبلدة من بقاع هذا البلد..؟!!