برز مرض سرطان الثدي، باعتباره أكثر أنواع الأورام شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، وفقاً للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وكشفت دراسة حديثة، أجراها باحثون بجامعة تورنتو الكندية، أن نحو 800 ألف امرأة يموتون سنويًا بسبب سرطاني الثدي وعنق الرحم، وأن ثلثي حالات الوفاة بسرطان الثدي، تقع في الدول النامية. وتوقع الباحثون، أن يزيد عدد النساء اللائي يتم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي إلى الضعفين تقريبا، ليصل إلى 3.2 مليون امرأة في 2030، كما توقعوا زيادة عدد النساء اللائي يتم تشخيص إصابتهن بسرطان عنق الرحم بواقع الربع، ليصبح أكثر من 700 ألف إصابة سنويا، بحلول 2030 أيضًا. وعن طرق الوقاية من سرطان الثدي، قال الدكتور محمد جميل، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام، ورئيس الجمعية المصرية لجراحة الأورام، إنه يمكن الوقاية من هذا المرض باتباع 5 خطوات بسيطة، مشيراً إلى أن أسباب المرض لا تزال غير معروفة حتى الآن، لكن هناك عوامل منها، الوراثة، ونوعية الأكل، والهرمونات. وأوضح جميل، في حديث للأناضول، أن أولى خطوات الوقاية، هي المداومة على الرضاعة الطبيعية، التي قد تمتد لعامين من عمر المولود، حيث أتثبت الأبحاث أن هناك فوائد طويلة المدى تعود على الأمهات، بسبب الرضاعة الطبيعية، لأنها تحد من شدة الإصابة بسرطان الثدي. وأضاف أن ثاني الخطوات هي الزواج قبل سن 30 عاما، حيث أن تأخر سن الزواج، وعدم الإنجاب والرضاعة، له دور كبير فى الإصابة بسرطان الثدي، لأن الرضاعة الطبيعة للطفل تلعب دورًا كبيًرا فى الحد من الإصابة بهذا المرض. وعن ثالث الخطوات، طالب جميل، بالابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة والسكريات، وعلى رأسها الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، لأنها تفاقم خطر الإصابة بسرطان الثدي. وعن الخطوة الرابعة، أوضح أن النشاط البدني له دور فعال فى الحد من سرطان الثدي، وهذا يفسر سبب انتشار هذا النوع من السرطان بين النساء، فى سن اليأس، بعد فترة انقطاع الطمث، لأن الرياضة تتراجع بصورة كبيرة بين النساء فى تلك الفترة. وعن آخر الخطوات وأهمها، اعتبر جميل أن الكشف المبكر لسرطان الثدي، وبالتالي العلاج المبكر هو أفضل الطرق المتاحة لتقليل عدد الوفيات وزيادة عدد الناجيات من المرض، وكلما تم اكتشاف المرض مبكراً كلما زادت فرص النجاة. وأشار إلى أن الكشف المبكر يتم عن طريق، الفحص الإشعاعي للثدي "الماموجرام"، وهو تصوير الثدي بالأشعة السينية، ويعتبر أدق وسيلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي. وشدّد على ضرورة الفحص الذاتي للثدي، الذي يجب أن تجريه السيدة لثدييها شهريًا، للتأكد من عدم وجود أورام أو عقد صلبة أو أي تغيّرات أخرى. وقال جميل، إن "هناك فحص سريري للثدي، يجريه أطباء واختصاصيون مدربون، وهؤلاء يمكنهم الحكم على طريقتك في إجراء الفحص الذاتي لثدييك ومدى صحتها". وكشف أن سرطان عنق الرحم لا ينتشر بكثرة فى مجتمعانتا العربية والإسلامية، لأنه شائع بصورة أكبر في المجتمعات الغربية، بسبب العادات والأنماط الجنسية للمرأة، وتشمل الممارسات الجنسية المحفوفة بالمخاطر، لأنه مرض شائع ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي. وسرطان عنق الرحم، هو ورم خبيث يبدأ في منطقة عنق الرحم، ويعد عالميا ثالث أكثر السرطانات شيوعًا بين النساء، وتعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري "HPV" السبب الرئيسي للمرض، وفقا للأناضول.